وُجود لا يُشبهنِي
كَمُوسِيقِيّ:
أَهرَقَ وُقودَ فَرَحِهِ مُشعِلاً سَعادَتَهُ بِنُورِ كَآبَتِي
ثَمّةَ لَذّةٌ خَلفَ الجُدرَانِ،
مُبتهجة رُغمَ ضَعفِ شُعُورِهَا..
لِوَحدَتِهَا خِذلانُ الهُدُوءِ فِي سَاعَاتِها الحَالِكَات
تَغُورُ اللّحَظَاتُ فِي ضَجِيجِ فَوضَى.. كُنتُ بَينَهُمَا صَامِتَةَ البَردِ
أَصُكَ السِّنّ بالأُخرى، وَكُل مُلامَسَةٍ مَخَاضُ تَراتِيلَ تَتَسَرَّبُ بَينَ آلامِ الشُّقُوقِ
لِتَصِلَ يَنَابِيعَ عَطِشَِةَ المَنَالِ.
ثَمّةَ فَرَحٌ شَذِيُّ الخَيَالِ، يُتقِنُ شَهِيَتَهُ الحَمقَاء..
عُزلَةُ وَفَنُّ التَحليقِ
يُخَيِلُ إليّ أنَني لا أَعرِفُ الفَرقَ بَينَ شَهِيَةِ الحَيَاةِ وَشَهقَةِ النَّومِ
لَكأنَنِي أَكتَفِي بِأرَقِ سَاعَاتِهَا.. وانتِحَاراتِهَا بَينَ شَهِيَّةٍ تَارَةً وشَهقَةٍ تَارَةً أُخرى.
قُلتُ:
وُجُودِي يُؤكِدُ أنَنِي حَتى الآن أعيشُ الحُلمَ..
أَمعَنتُ التَّحديقَ فِي قُوةِ ثَبَاتِي، فَغَدَوتُ رَمَاداً يُغَطِي قَعرَ نُورِي
أُعَرّي النُّورَ كُلَّما شَعَرتُ بِمَعنى الظَّلامِ.. وأَغورُ فِي فَرَاغَاتِي المُؤجَّلة.
كَثيراً ما تعمَّدتُ الصّمتَ..
لأَكتَفيَ بِدائِرَةِ اللّهبِ حِينَ يَغمُرنِي ضيقُ المسافةِ
أُداعِبَ شُحوبَ ظِلالي.. وصَدىً لِنُورِ قَمَر،
عندها..
أَتحسَسُ وَجهي..شَيئاً ما بِهِ يُشبهُنِيغُروب نَهارِهِ مَع كل يومٍ أٌُقلمهُ مِن تَقويمِ الوجودِ.كثيرا ما سألتُ:هل لعشبٍ بأرضهِ الخَصبة وَهبَ نَبضٍ لِجُثَةٍ؟؟هَيّئوا سراجَ النُّور لرُوحٍ تَستعِدُ لِلولادَة..