الأحد ٣٠ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٢
بقلم حسين أبو سعود

متى يعلنون وفاة العرب؟

متى يعلنون وفاة العرب عنوان لقصيدة مطولة من ديوان لنزار قباني صدر قبل أربعين عاما يذم فيها العرب والعروبة ويتنبأ بوفاتهم.

انا ما تورطت يوما بمدح ذكور القبيلة ولكنني شاعر قد تفرغ خمسين عاما لمدح النساء،

لماذا؟ هل لأنه يئس تماما من رجال العرب وخلفاء العرب وفرسانهم.

هذه القصيدة هي على شكل سؤال يتكرر بإلحاح في هذه الايام بعدما جرى ويجري في العراق وسوريا ولبنان واليمن والسودان وليبيا و و و ولو كان الشاعر حيا الى يومنا هذا ماذا كان سيقول عن حياة العرب وموت العرب وهو يحاول منذ الطفولة رسم بلاد

تسمى مجازا بلاد العرب

أحاول رسم بلاد لها برلمان من الياسمين

وشعب رقيق من الياسمين

كيف ينسى الناس دروس الخيانة والعمالة وماضيهم الأسود وطهرهم المعدوم ولا ارث لهم سوى الحروب والخيانات والغزو، وكيف يستطيع ان يلغي كل الأحقاد وكل الحروب وملايين المتضررين واللاجئين والنازحين ويمنحهم فضاء من الياسمين ويعيد كتابة تاريخ العرب بلا خيانة ولا حمالات حطب

وداعا قريش
وداعا كليب
وداعا مضر

ان نزار قباني ليس الوحيد بين الشعراء ممن يحلمون بسماوات صافية واقمار مضيئة وعواصم بهيجة وعلاقات وطيدة ولكنه في النهاية يقررعنهم ويقول:

وحين افقت اكتشفت هشاشة حلمي

فلا قمر في اريحا
ولا سمك في مياه الفرات
ولا قهوة في عدن

ويظل الحلم يراود الجميع رغم ان لصوص الأرواح واعداء الحياة ازالوا الغابات وبساتين النخيل وجففوا البحيرات والاهوار ورغم ان اليأس يسكنهم ويسيطر عليهم فيبحث عنهم نزار عن الأمان والوطن في حضن الحبيبة ورائحتها فيقول:

أحاول ان احبك خارج كل الطقوس
وخارج النصوص
وخارج كل الشرائع والأنظمة
أحاول سيدتي ان أحبك في أي منفى ذهبت اليه
لأشعر حين اضمك يوما لصدري
باني اضم تراب الوطن

وبعد ان كثر الدجل والنفاق وكثرت المافيات والمليشيات والأحزاب وصار الكل يريد ان يهاجر، حتى ضباط الهجرة في البلاد العربية يحلمون بالهجرة والشاعر مذ كان طفلا:

يحاول قراءة كتاب يتحدث
عن انبياء العرب
وعن حكماء العرب
وعن شعراء العرب

فلم أجد الا قصائد تلحس رجل الخليفة من اجل حفنة رز وخمسين درهم

ولم ار الا جرائد تخلع اثوابها الداخلية لاي رئيس من الغيب يأتي

واي عقيد على جثة الشعب يمشي

ماذا يفعل العرب غير النوم على بحار النفط وتخزين الأموال ولكنهم رغم الملايين يشحذون، من يبكي العرب والعروبة؟ لا أحد.

وانه برغم التطبيع والذل والهوان والحروب الاهلية فان البعض ما زال يمجد العرب ويشيد ببطولاتهم الورقية وتاريخهم الذي اضاعوه ببيعه رخيصا للمستعمر.

إذا أعلنوا يوما موت العرب، ففي اي مقبرة يدفنون
ومن سوف يبكي عليهم،
وليس هنالك حزن وليس هنالك من يحزنون
العروبة شعر ولا دواوين
وجيوش ولا من جيوش
وفتوحات ولا من فتوح
قتلى وجرحى على شاشة التلفاز
عيوننا متسمرة على التلفاز بانتظار النصر يأتي الينا من الله
أيا وطني جعلوك مسلسل رعب
نتابع احداثه في المساء
فكيف نراك إذا قطعوا الكهرباء
قبل أربعين من السنين كتب شاعر عربي وهو نزار قباني:
رأيت العروبة معروضة في مزاد الأثاث القديم
ولكنني ما رأيت العرب!!!!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى