الأحد ٢٨ تموز (يوليو) ٢٠١٩
بقلم حسين أبو سعود

هذيان في الوقت الضائع

أتأمل التماثيل الواقفة تحت المطر
اراها تبتسم
وتحت اشعة الشمس تبتسم
اشعر بان الزمان قد انسلخ مني
انسلخ مني المكان
وكأني أقف وسط الماء ولا ماء
وسط الصحراء ولا صحراء
لم اعد اكترث بالمباني المخيفة
الساعة التي في يدي تمشي واقفة
ووجوه الصبايا كما قطع الرخام لا تسبب الاثارة
حتى الشخصيات التاريخية يتحولون الى مواد للتندر
نحن مساحيق بانتظار الرياح
تأكلنا المدن المزدحمة
وكلما زرعت بذورا أنبتت أشجار قزمة
اتوسد حقيبتي الصغيرة في المحطات الرطبة
أخاف من قطاع الطرق
انتظر خروج الناس من المسارح اخر الليل
كي ألقى اخر النظرات على المقاعد الفارغة
واقتنع بصور النهايات
نهايات الأشياء
لم يعد لهذا اللهاث مغزى
والكائنات تنصهر فتكون كائنا جديدا
مضحكا مخيفا
انام على الأرض الجرداء
فينطبع نصفي الأعلى الذي فيه قلبي على التراب
وإذا نهضت انهض بدون رأسي
أخفي جسدي الذي يمشي بلا وجه بقطعة خشب
اين امضي الان
والبيوت صارت تضيق
والانهار بدأت تجف
نصفي في مدينة والنصف الاخر في مدينة أخرى
اسير بلون بشرتي السمراء نحو نقطة لن ابلغها
أقف امام بائع الاناناس
اساله من اين الطريق نحو نفسي
والأطفال الذين يولدون هذا المساء
مازالوا يحلمون بغد أفضل
وقطعة من خبز أكبر
هنيئا للذين ماتوا قبل هذا اليوم
لقد ملأت الزهور المقابر
التغيرات المناخية ستأتي على كل شيء
حتى الوجنات الوردية


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى