الاثنين ٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم رشا السرميطي

مذَّكرات متعبة 2012

خاطرة

عندما تغيب شمس عينيك يا حبيبي، تمرُّ بي هبات من عواصف الشَّوق وتحملني نسائم الحنين إليك، أصعد إلى نورك على أجنحة الظَّلام متفائلة بزهو اللِّقاء وضياء محيَّاك الجميل، أرفرف بإيماني كما الملائكة في لحظة سنعود بها كما كنَّا عاشقين واللَّهفة تحتضن أمانينا المتعبة، يتدَّثر كلانا بأذرع الآخر مستدفئاً يعوِّض برد الأيام الوحيدة التي انقضت. وعلى همس أجمل ألحان الذِّكريات سننام بعد طول السُّهاد، في عمر قلق انقضت منغِّصاته وآن للعذاب أن يرحل، سنهجر أنَّات الوتر ونغَّني للحبِّ أنشودة الأمل التي أنجبت لروح كلينا طفلاً جديداً، يضحك سعيداً ببقائنا معاً، سأبقى جاثية على درب الهوى وأحلم بك في عالم القدر، وغداً الله سوف يرحمنا.

لقد تعلَّمت من الإنتظار بأنَّ معظم تساؤلاتنا تكمن في زقاق الرُّوح وتنزوي متوارية، كما تقيم الإجابات هناك في أروقة مجاورة لكنَّنا غالباً ندَّعي التيه والتشويش كي نتهرَّب من مواجهة حقيقة الأشياء من حولنا، هكذا نحن البشر نرتعش خوفاً من أبسط المشاكل وعسر الأقدار بينما نسهو عن خشيه الله، لا شيء سوى السَّفر ومقاعد رحيل تحكي لنا رواية الغياب في لحظة عناق حميم لقلم يضمُّ أوراقه التي كانت معي، تعجز الكلمات عن وصف وجعها الذي لا يُحكى لكنَّه كُتب أنيناً محتضر.

اكتب يا قلم وارسم من شعاع الشَّمس قصيدة حريَّة،عنوانها: طير حلَّق عالياً ثمَّ رجع. نحو الآمال والأحلام في أمسية سعيدة عدنا كما كنَّا، همسات بصوت مرتفع أبت الصَّمت فخرجت من فاه القلب متمردة على صمت الروح، وانثالت على شفاه شفاه الوعد، تملأ السطور الخاوية بكلمات، محفوظة في سجل الماضي لتنير ظلمة الحاضر، في العلم والقلم نصل القمم.
حميمة تلك اللحظة كوادع والدي لأمِّه، يباغتنا الفراق فيرغم النَّبض أن ينزف، أنا نصفي تعب والنصف الآخر للهموم صار لحافاً وجسمي ملأته سموم الفرقة ونزف الجراح. طبول تراقص دفوف وكف تعانق كفوف مشتاقة أنا لناي الفرح وأجراس العودة لفؤاد انذبح بغيابك وبات قلمي يطرح الفنون. وما هي إلاّ رحلة وفاء لن يعيق خطاها غير المنون. دفتر جديد لم يحمل كنية بعد أتحسس أوراقه البيضاء وبصري هناك حائرٌ مازلت انتظر رعشة تزخرف اسمك من جديد على دفتر أيامي القادم حرف يعانق الآخر وعلى موسيقى الحنين تتشكل الكلمات لتولد أجمل السُّطور، صفحة تسابق الأخرى فينمو جسد نصوصي متمايلاً في رياض الأبجدية ليكتمل الكتاب: حكاية قلب وأحلام كنجوم السماء. وحقيبة سفر فارغة لا تتسع القادم لأنَّه أجمل، وقلم حبر مذَّهب احتفظت به تمنيت لو قدَّمه لي ذاك الرجل. بعثرة للرُّوح وعواطف تائهة على نوتة الحروف الخائفة، فنجان قهوتي بعد طول غياب عاد يحاور شفاهي شوقاً للشِّتاء في معطفك، ورقصة المطر تحت عينيك المشرقتين.

ليس أجمل من حديث الورق، عندما يهمس الصَّمت ويُحدِّثني اللَّيل عن أسرار الصَّباح، فنلتقي معاً، قلبي والقلم، وعلى أثير الورق نكتب الذِّكريات وننشد ألحان الفرح بأغنيَّة اللِّقاء، توقف وعدِّل مرسوم شخصيَّتي وأبدل بند الحبِّ بحبٍ جديد، لطالما كنت عاشقة للغُروب، لكنني مذ عرفتك أصبحتُ هائمة في شروق الشَّمس ولا أحلى من اشراقة عينيك الحالمتين، لأنَّك عنوان الجمال في حياتي.

متى نصير معاً؟ لأضمَّك إلى صدري وأخبر النَّاس جميعاً: أنَّ كبرياء عاشقة الورد ما انكسر، وها قد مرَّت الليالي ووصل المنتّظر وبأنَّ الحبَّ انتصر! وزمان الإيمان هو الخالد على مرِّ الأعوام ولا شيء تبَّدل في حياتنا سوى نحن البشر.

خاطرة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى