أنـزلـتُ خارطة الصبابـة ِ من جـدارِ الـقـلـبِ ..
عـلّـقْـتُ الـتـي لـيـسـتْ تُـسـمّـى ..
زخّـتِ الـزهـراءُ مـنْ عـلـيـائـهـا
مَـطـرا ً مـن الـضّـوء ِ الـمُبـارَكِ ..
فـاسْـتـحَـمَّ الـقـلـبُ بـالـنـور ِ الـمُـقـدّسِ
فـرَّتِ الـظـلُـمـاتُ مـن لـيـلـي
فـحـيـثُ مـشـيـتُ يـأتـلِـقُ الـطـريقْ
بـشـمـوس ِ قـانـتـتـي الأميــرة ِ
هـا أنـا كالـسـيـفِ لـحـظـة َ سَــلِّـه ِ مـن غِـمـدهِ
لا يـرتـدي غـيـرَ الـبـيـاض ..ِ
وكـالـولـيـدِ الـبـكـر ِ عـادَ:
فِـراشـة ً عـذراءَ
تـنـهــلُ مـن أزاهــيـر التي لـيْـسـتْ تُـسـمّـى
فـالـرّحيــقْ
صـحـنـي ومـائـدتـي
إذنْ:
طـهِّـرْ بـنـاركَ طـيـشَ أمـسـي الـمُسْـتـبـى
واحْـرِقْ جـمـيـعَ الــشّــوكِ فـي
صـحــراءِ أمـسـي يـاحَـريـقْ
نـقْـشــا ً ـ عـلـى قـلـبـي ـ بـإزْمـيـل ِ الـتـبَـتُّـل ِ:
خَـطَّ «صـوفـائـيـلُ» أسْـمـاءَ الـتـي لـيـسـتْ تُـسـمّـى ..
كـالأنـيـسـة ِ ..
والـنّـديـمـة ِ ..
والـصـديـقـة ِ ..
والـعـشـيـقـة ِ ..
والـرّفـيـقـة ِ ..
والـحـبـيـبـة ِ ..
والـتـي نـفـخَـتْ بـروح ِ الـعـشـق ِ
فـي صـحـراءِ عـمـري
فـاسْـتـحـالَ الـرّمـلُ يـاقـوتـا ً
وصـار حـصـى مـفـازاتـي
الـزّبُـرْجـدَ والـعـقـيـقْ
*****
( الـيـومَ طـهـرٌ وغـدا ً طـهـرُ )
[1]
لا وحْـلَ بـعـدَ الـيـوم ِ يـاعِـطـرُ
أيــشـربُ الـوَحْـلَ فـمٌ ظـامـئٌ
وقـربَـهُ الــيـنـبـوع ُ والــنـهــرُ ؟
مـا حـاجَـتـي لـلـشّـوك ِ أرتـادُهُ
وحـولـيَ الأعـنـابُ والــزُّهــرُ ؟
فـلـتُطـفئ الريـحُ سـنا شـمـعَـة ٍ
مـادمت ِ أنت ِ الشـمـسُ والـبـدرُ
****
(21)
جاءني في خلوةِ الفجر ِ على الساحلِ « صوفائيلُ»
يمشي خلفهُ الأطفالُ ..
والأزهارُ ..
والنهـرُ ..
وأسـرابُ الـحَمامْ
قـالَ لـيْ:
تُـبْـلِـغُـكَ الضّـوئـيّـة ُ الـعِـشـق ِ الـسّـلامْ
وتـقـولُ احْـذرْ مـنَ :
الـغـمْـز ِ..
أو
الـلـمْـز ِ ..
أو الـهَـمْـز ِ
إذا تـكـبُ شـعـرا ً ..
فالـذي يـغـمـزُ
أو يـلـمِـزُ
أو يـهـمِـزُ من طاهرة ِ الـثـوب ِ لـئـيـمٌ ..
وأنا فـردوسـيَ الـنـاسِـكُ لا يـدخـلـهُ
الـمارقُ..
والآثِـمُ ..
والآكِـلُ مـن صَـحْـن ِ الـلـئـامْ
لِـيـكـنْ شِـعـرُكَ عَـفّـا ً كـالـتـراتـيـل ِ..
طـهـورا ً كـالــتّـسـابـيـح ِ ..
نـقِـيّـا ً كـدمـوع ِ الـعِـشـق ِ والـوجـد ِ..
مُـضـيـئـا ً كـالـمـرايـا ..
ونـديّـا ً كـالـغـمـامْ
لـيـسَ شِـعـراً
حـيـن لا يُسْـهِـمُ فـي الـذّود ِ عـن الـوردِ ..
وعن عـشّ ِ الـعـصـافـيـرِ ..
الـفـراشـاتِ ..
ولا يُـسْـهِـمُ فـي حـرب ِ الـقـنـاديـل ِ
عـلى وحـشِ الـظـلامْ
قـلـتُ:
يـا الـقِـدّيـسُ «صـوفـائـيـلُ»
مـاذا لـو أخٌ لـيْ
أو رفـيـقٌ
أو صـديـقٌ
يـفـتـري بـالـغـمـز ِ
أو بالـلـمـز ِ
بـالـهَـمْـز ِ
أو يـزعَـمُ فـي الـقـول ِ
إذا عَـرْبَـدَ فـيْ يـافـوخِـهِ ذئـبُ الـمُـدامْ ؟
قـال:
فـاخـلـعْـهُ مـن الـقـلـبِ
كـما تـخـلـعُ ثـوبـا ً
كـان كالآس ِ بـيـاضـا ً
ثـمّ أضـحـى خَـلِـقَ الـرّدْن ِ
مـوشّــىً بـالـسّـخـامْ
مـا الـذي يُـغـويـكَ بالـغـامِـز ِ
واللامـز ِ
والـهـامِـز ِ
خِـلّا ً ونـديـمـا ً؟
قـطـرةٌ واحِـدة ٌ مـن دَرَن ٍ
تُـفْـسِـدُ مـاءَ الـكـأسِ ..
أو تـجْـعَـلُ مـا كـان َ حَـلالا ً
نـجِـسَ الـلـمْـس ِ
حـرامْ!
****
(22)
مـطـرا ً تـزخُّ عـليَّ
مـن جَـمْـرِ الـظـنـون ِ
الأسـئـلـةْ ..
الـدَّربُ مـوحِـشـة ٌ ..
وأحْـداقـي مُـفـقّـأة ٌ ..
فـمـا نـفـعُ الـضّـريـر ِ بـمُـقـلـةِ الـقِـنـديـلِ
أو بـالـبـوصَـلـةْ ؟
يـومـانِ مَـرّا ..
لـم يـزُرْ عـيـنـيَّ " صـوفـائـيـلُ "
حـتـى أسـألـهْ
الـصّـبْـحُ أعـمـى ..
لا أمَـيِّـزُ بـيـن غـصـنِ الـيـاسـمـيـنِ الـغـضِّ
والـثـعـبـانِ..
بـيـن الـبـرتـقـالـة ِ فـي الـضـحـى
والـقـنـبـلـةْ
والـلـيـلُ بـئـرٌ
غـائِـرٌ فـي جـوفِ كـهـفٍ
لا دِلاءَ لـهُ
ولا مـن سُـلَّـم ٍ كـي أنـزلـهْ
قـدَمـي طـلـيـقٌ ..
والـطـريـقُ مُـكـبَّـلـةْ
وحـبـيـبـتـي خـلـفَ الـمـدى
شُـدّتْ إلـى صـخـر الـهـمـوم ِ
بـسِـلـسِـلــةْ
يـادارَ دجـلـة َ أشْـمِـسـي
لأعـودَ بـالـمـعـصـومـةِ الـنـهـديـنِ
نـطـوي خـيـمـةَ الـمـنـفـى
نـعـيـدُ الإعــتِـبـارَ لـ «عـروةَ بـنِ الـوردِ» ..
نـحـرثُ حـقــلـنـا
ونـقـيـمَ مـمـلـكـةَ الـرّبـابـة ِ
والـحـمـامـةِ
والقُـرُنـفُـل ِ
والـشـذا
والـسّـنـبـلـةْ
صـرتُ الـذَلـيـلـة َ ـ نـخـلـتـي قـالـتْ ـ
وكـنـتُ مُـدَلـلـةْ ..!