مقام المدينة... الأماني والأسرار
جاء حزينا هذا النهار
يترنح على اوتار عازفة
كان شباك نافذتي..
عابق بالأماني والاحلام النازفة
كان وجه المدينة شاحباً
في عينيها غيمة خريفية
وعلى أبوابها أشباح واقفة
وفي الأفق
كانت نجوم مكفهرة
تحدق في عيون خائفة
ثمة ظلال تختبئ خلفها خناجر
وتختنق في بوح أسرارها حناجر
وثمة قلوب واجفة
ومدينتي تفاجئني
وتأخذني إلى ميادينها
وتغويني بأنغامها العازفة
ربما تصيغ آلامي وأحزاني
وتطلقني في ثورة عاصفة
وفي المدينة
يرتدي الناس أحزانهم ويضحكون
يعتصمون بالصبر
وشياطين الوقت يرجمون....
موائدهم مثقلات بالكلام والسهام وهم صامتون
على معابر الزمن يهدرون عطر أيامهم
وحينما يأتي الصباح ينثرون ندى أحلامهم
ولا يتعبون
في كل يوم يغنون للحياة
ويكتبون أسماءهم على معابر الشمس
وفي نهاراتها يتوهجون
سماء المدينة صداع يفتك بالعقول
وبريق يؤرق العيون
وسحابة أفكار ضلت في قفار
ربما لا تمطر
وربما نأت عن خصب الفصول
هنا الجميع يسابقون العمر
يتدفقون في نهر صاخب
يهربون من منابعهم
ولا يصلون إلى شطآنهم الدافئة
وينامون على آمال
ولا يهتدون إلى نجمة صباحها.....
والمدينة التي فتحت جناحها
كم تلاشت فوق أرصفتها أحلام
الآتين من جذورهم النائية
وكم مات الأمل على جدرانها القاسية
ربما العمر يموت هنا
وربما الأحلام هنا أيضا تموت
ولم تمنحها الشمسُ بردتها الساطعة
وقمر مدينتي لا يمل المسامرة
عاشق في سحر الجمال مستهام
وشمس مدينتي تستيقظ باكرا
ولا تنام
ما أجمل أن تهرب من ضجيج مدينتك
وأن تعيش ضجيج أنفاسك في الاعماق
أن تصغي إلى قلبك المترع بالوجد والأشواق
والأجمل أن تطلق العنان لصلاة روحك
وتسابيح وجدك في الآفاق
مشاركة منتدى
22 شباط (فبراير), 16:59, بقلم ادم محمد صالح
بقلم/ أبومقدام