منهج مقترح لتعليم التعبير

تَطْبيقُ مَنْهجٍ مُقْترحٍ لِتعليمِ التّعبيرِ في المَرحلةِ الثّانويّة في ضَوْءِ المَعاييرِ التربويّةِ الحديثةِ في مدارسِ قلقيلية، لعام 2023- 2024.

المقدمة ُ

يهدفُ البحثُ الإجرائيّ إلى إلقاء الضَوء على منهج يبتنى عليه تعليمُ مهارةِ التّعبيرِ في الصفوفِ العليا ( 10-12)، وينهضُ هذا المنهجُ على توظيفِ مراحلَ للكتابةِ واستراتيجياتٍ حديثةِ تتفقُ والمعاييرَ التربويّة؛ إذ لُوحظَ من خلال متابعةِ أعمالِ الطلبةِ للتّعبيرِ إنْ شفويّاً وإنْ كتابيّاً قُصوراً في بناءِ موضوعاتِ التّعبيرِ بغاياتهِ كافة: الإبداعيّ والوصفيّ والوظيفيّ، إضافة إلى تركيزِ البحثِ على الصفوف العليا؛ وذلك لأنَّ الطلبة يكونون قد امتلكوا مهاراتِ اللّغةِ وباستطاعتِهم أنْ يَشرعوا في صياغةٍ كتابيّةٍ ناضجةٍ إلى حدٍّ ما، ولعلَّ المنهجَ المقترحَ يركزُ على المِنهاجِ المُقرّرِ، وينطلقُ من دروسِهِ وأنشطتِهِ، ويقومُ هذا المنهجُ على المحاورِ الآتيةِ:

1-إطلاقِ العِنانِ للطلبة للتّحدثِ عمّا يحيطُ بهِ من أحداثٍ ومواقفَ وليدةَ الساعةِ، بلغةِ سليمةِ، ويتولى المعلمُ تصحيحَ الأخطاءِ النَّحْويّةِ والإملائيّةِ والترقيميّةِ في الموضوعاتِ الكتابيّةِ.

2- فهمِ المقروءِ دوره الأسأسيّ في إغناءِ محصولِ الطلبة من المفرداتٍ الجديدةٍ والتراكيبِ اللُّغويّةِ، والأساليبِ الإنشائيّةِ والخبريّةِ، والصورِ الفنيّةِ التي تقدّمُ أمامَ الطلبةِ في دروسِ المنهاجِ.

3-إعادةِ صياغةِ الدرسِ المقدّمِ للطلبة، وتعدُّ مصدراً خَصْباً؛ لتطويرِ أداءِ الطلبة في مهارةِ الكتابةِ، وتكونُ على النَّحْو الآتي:

أ- هناكَ مقالاتٌ علميّةٌ وأدبيّة واجتماعيّة تضمنها المنهاجُ، وعلى الطلبة بعدَ تحليلِ المعلمِ لهذه المقالاتِ أنْ يُلخصَها بلغتِهِ، فالتلخيصُ فنٌّ من فنونِ العربيّةِ ورافدٌ من روافدِ التّعبيرِ الوصفيِّ.

ب- تضمّنَ المنهاجُ قصصاً وخواطرَ، وعلى الطلبة بعدَ الشّرحِ والتوضيحِ وجلاءِ الفكرةِ الرئيسةِ، والأفكارِ الفرعيّةِ أن يقدّمَ تحليلاً لهذه القصةِ وَفقَ عناصرِها مكتوباً، أوتحويلَ الخاطرةِ إلى مقالةٍ.

ج- لا يخفى على من يحللُ القصائدَ الشعريّةَ أنْ يتوصلَ إلى القصةِ التي انطلقَ منها الشاعرُ، فالشاعرُ قُبيلَ انثيالِ أفكارهِ قصيدةً شعريّةً، يكونُ قد تمثلها قصةً في اللا شعور، ومن ثمَّ يقومُ بإفراغِها شعراً على الورق ؛ لضا على المعلم أن يطلب إلى الطلبة تحليلَها وَفقَ قصتِها التي كانتْ مختمرةً في ذهنِ الشاعرِ، فالقصيدةُ مقسمةٌ إلى أفكارٍ، وكلِّ فكرةٍ تتواصلُ بغيرِها حسبَ رابط ٍمعنويّ، ينتقلُ فيه الشاعرُ من دفقةٍ شعوريّةٍ إلى أخرى، ويستطيع الطلبة بعد جلاءِ الخفاءِ ووضوحِ الأفكارِ أنْ يكتبَ رأيَهُ في النصِّ، وجماليتِهِ والقيمِ الفنيّةِ التي تشعُ منه.

د- هناك موضوعاتٌ علميّةٌ تضمنها المنهاجُ وهي تربةٌ خصبةٌ لإنتاجِ المعرفةِ من خلال الإحالةِ إلى موضوعاتٍ مشابهةٍ يستقي الطلبة شذاها من بطونِ الكتبِ ومظانِ المعرفةِ التي تربضُ على رفوفِ المكتبةِ، فالفكرُ في حروفٍ على الرفوفِ.

4-يخصصُ جزءٌ من حصةِ التّعبيرِ لإتاحةِ الفرصةِ للطلبةِ؛ لكي ينثروا ما بكنانتِهم وما تفتّقَ عن أذهانِهم أمام زملائِهم؛ لتبدأ عمليةُ التقويمِ والثناءُ على هذا النتاجِ، ليشعرَ الطالبُ بقيمةِ ما أنتجَهُ.

5- يتاحُ للطلبة الذين لقيتْ نتاجاتُهم صدى لدى زملائِهم وأترابِهم، بحيثُ يتمُّ نشرُها من خلال الإذاعةِ الصباحيّة، إضافةً إلى تعليقِ الموضوعاتِ الناجزةِ والممتعةِ على لوحةِ حائط؛ كي يفيدَ منها زملاؤهم، وتثيرَ التنافسَ والمحاكاة.

6- ربطُ التّعبيرِ بالتقويمِ النوعيِّ؛ إذ تثرى هذه الموضوعاتُ بمهماتٍ ينجزها الطلبة ويحظوا بعلامةِ تقويمٍ نوعيٍّ، والتدرب على كتابة التّعبيرِ، فينال المجدين: المعرفيّ والأدائيّ.

7- تكليفُ الطلبةِ بكتابةِ موضوعاتِ التّعبيرِ الواردةِ في المنهاجِ، وَفقَ الموضوعاتِ التي تتفقُ ووحداتِ المقرّرِ.

استراتيجيّاتٌ حديثةٌ لتدريسِ التّعبيرِ

استراتيجيّةُ التّعلمِ التّعاونيِّ

يستطيعُ المعلمُ باستراتيجيّةِ التّعلمِ التّعاونيِّ أنْ يُحقّقَ تقدّماً في التّعبيرِ من خلالِ تقسيمِ الطلبةِ إلى مجموعاتٍ، وإعطاءِ كلِّ مجموعةٍ فكرةً واحدةً من أفكارِ الموضوعِ، مثال:

الإنترنت محركُ بحثٍ يعدُّ رافداً علميّاً وتربوياًّ وترفيهيّاً وثقافيّاً.

بهذا العنوانِ يُقسمُ الطلبةُ إلى مجموعاتٍ، وكلُّ مجموعةٍ تتحدثُ عن فكرةٍ واحدةٍ من أفكارِ العُنوانِ.

المرأةُ الموظفةُ ودورُها الاجتماعيّ والتربويّ والاقتصاديّ والثقافيّ.

الحصادُ المائيُّ منفعةٌ للبشرِ والشجرِ والحجرِ

ثمَّ يقومُ المعلمُ بتوظيفِ استراتيجيّةِ العصفِ الذهنيّ، بطرحِ الموضوعِ على شكلِ سؤالٍ، كأنْ يطرحَ سؤالاً: ما أهميةُ الانترنت؟

ما دورُ الحصادِ المائيّ في التنميَةِ؟

ما الفوائدُ المترتبةُ على عملِ المرأةِ؟

وبجلسةٍ نصفِ دائريّةٍ يتلقى أفكاراً من الطلبةِ ويُدوّنُها على السبورةِ دونَ أنْ يتدخلَ في نقدِها حتى يتيحَ المجالَ للفكرِ لدى الطلبةِ للتخلصِ من الضغطِ الواقعِ عليهِ ويتركُ له العِنانَ لتوليدِ واستمطارِ الأفكارِ في جوٍ من الحريّةِ والمرونةِ.

استراتيجيّةُ الخريطةِ الذهنيّةِ

يقومُ المعلمُ بوضعِ العنوانِ في دائرةٍ ، ويطلبُ إلى الطلبةِ إعطاءَ أفكارٍ متنوعةٍ، حيثُ توضعُ في دوائرَ تنطلقُ ترتبط بدائرة العنوان بروابط سميكة ، ودوائر أخرة بروابط دقيقة، ويمكنُ أنْ يستعينَ المعلمُ برسوماتٍ أو صورٍ ترافقُ هذه الخريطةِ؛ وهي صورةٌ مصغرةٌ حسيّة تعكسُ الروابطَ بين شقيِ الدماغِ الأيمنِ والأيسرِ.

والخريطةُ الذهنيّةُ تصويرٌ لبِنيةِ المعرفةِ ، وطريقةٌ تنمي التفكيرَ وتنشطُهُ، ورائدُها عالمُ النفس (توني بوزان)، وتقتربُ في شكلِها وبنائِها من الخليةِ العصبيةِ التي تبدأ بنقطةٍ مركزيّةٍ وتتفرعُ منها أذرعٌ أصغرُ وأدقُّ، وكذلك الفكرةُ تنطلقُ من نقطةٍ مركزيّةٍ، وتتفرعُ منها الأفكارُ الجزئيّةُ بحسبِ المعاني والروابط.

(تعليم التعبير باستخدام الخرائط المفاهيمية، خولة عبد الهادي، 21/2/2012)alrai.com

الخريطة الذهنية الخلية العصبية

مشكلة البحث

يندرج التعبير ضمن الحصص المخصصة للغة العربية، ويُخصص له جزء من علامة المقرر، فهو يحظى بنسبة تتراوح بين 10% إلى 15% من علامة المقرر، ويقتصر على موضوعات محددة في المنهاج، وتقدم هذه الموضوعات على فترات زمنية متباعدة؛ أي عندما ينتهي المعلم من شرح الوحدة الدراسية يكلف الطلبة بكتابة موضوع التعبير، وليس كل الوحدات الدراسية تشتمل على موضوعات للتعبير، مما يؤدي إلى ضعف لدى الطلبة في مهارة الكتابة والتعبير، غير أننا إذا ربطنا بين التعبير وما ويشرح للطالب من نصوص فهم المقروء والقصائد الشعرية وتكليفهم بمهمات تنطلق من تلخيص، ونقل النوع الأدبي من شكل إلى آخر، وبهذا نجعل التعبير مواكب لما يستجد ويقفز من أفكار لدى الطلبة، وبالتالي يكون التعبيرُ غيرَ مقتصر على موضوعات محددة، وإنما ينطلق من منهج يركز على توظيف التعبير بشكل حثيث وحيويّ، ومتابع من المعلم بشكل مستمر غير متقطع.

أهمية الدراسة

مما لا شك فيه، أنّ التعبير وعاء المهارات اللغوية، وهو نتاج المعرفة وتطبيق للمهارات اللُّغوية التي اكتسبها الطلبة، إضافة إلى أنه يكشف للمعلم مستوى الطلبة في المهارات النحوية والإملائية وتوظيف علامات الترقيم، علاوة على ذلك ، تطوير الأسلوب والكشف عن الإبداع، فالاهتمام به ضرورة؛ لتمكين الطلبة في اللغة العربية وله مخرج مستقبلي يتمثل في الكتابات الفكرية والأدبية في مجالات اللغة كافة ،ككتابة المقالة بأنواعها، والفنون الأدبية المختلفة، وتمكن الطلبة من التعبير السليم والقدرة على إيصال الأفكار وإبداء وجهات النظر، وبناء الشخصيات.
أسئلة الدراسة

تنبق من السؤال المركزي الذي يقول : كيف يمكن أن نطبق منهجاً يكون رافعة للتعبير بنوعيه الشفوي والكتابي؟
هل يستخدم المعلمون منهجاً لتعليم التعبير أو يقتصرون على ما ورد في المقرر من موضوعات التعبير؟
ما دور الدروس المقدمة للطلبة في مقرر اللغة العربية في إغناء مهارة التعبير؟
هل يمكن أن تصبح المهمات التي يكلف بها الطلبة رافداً لمهارة التعبير؟
وهل للتقويم النوعي دور في رفع مستوى تحصيل الطلبة في التعبير؟
وما دور تفعيل المكتبة في إغناء المعرفة وإنتاج موضوعات معززة لموضوعات المنهاج؟
وما دور الإذاعة الصباحية، وصحيفة الحائط في الكشف عن مهارة التعبير عند الطلبة؟
وهل هناك طلبة يمتلكون حساً كتابياً تكشف عنه مهارة التعبير؟
هل هناك طلبة امتلكوا مهارة القيادة وقوة الجرأة في الحديث أمام الآخرين ، وتتطور قدرتهم على النسج اللغوي ؛ لتمكنهم من التعبير بنوعيه: الشفوي والكتابي؟
ما دور استراتيجيات التعلم النشط في تطوير التعبير؟

منهج الدراسة

المنهج الذي يطبقه الباحث يقوم على الوصف والتحليل، ويقوم المنهج الوصفي بجمع البيانات من الظاهرة التي هي قيد الدراسة؛ بغرض اختبار الإجابة عن أسئلة الدراسة وقد جرت العادة أن يلجأ الباحث في هذا المنهج إلى استعمال الاستبانة أو المقابلة أو الملاحظة ومتابعة أعمال الطلبة .

من ابرز مسوغات البرنامج التعليمي ما يأتي:

وجود مؤشرات تدل على ضعف الطلبة في التعبير الكتابي.

وهذه المؤشرات تأتي من المصادر العلمية وخبرة الباحث في هذا المجال ومن خلال زيارة الباحث إلى مجموعة من المدارس. والاستعانة بالمعلمين/ ات والسؤال عن مستوى الطلبة العلمي في مادة التعبير الكتابي والشفوي، وعدد الموضوعات التي يكلف بها الطلبة ويتابعها المعلمون/ات في الفصل الدراسي أو في العام الدراسي، ومن المسوغات أيضاً:. قلة اهتمام معلمي/ات اللغة العربية بتنمية مهارات التعبير الكتابي لدى الطلبة
أهمية التعبير الكتابي في حياة الطلبة المدرسية والعلمية.

تأكيد الد راسات السابقة والبحوث أهمية تفعيل الاستراتيجيات التدريسية الفاعلة في غرفة الصف.

تخطيط البرنامج التدريبي

اتبع الباحث في دراسته الإجراءات الآتية:

تحديد الأهداف العامة.
الاطلاع على الدراسات السابقة.
مراجعة الكتب والمصادر الخاصة بتصميم البرامج التدريبية.
. تحديد التصميم النظري للبرنامج
. تحديد المحتوى للبرنامج التدريبي
تحديد خصائص الطلبة.
. تحديد الأنشطة التجريبية
. تحديد اساليب التقويم

الدراسات السابقة

ثمة دراسات تناولت التعبير بنوعيه الشفوي والكتابي، نورد منها:

دراسة نضال صبحة، 2010م، بعنوان أثر قراءة القصة في تنمية مهارات التعبير الكتابي لدى طالبات الصف التاسع الأساسي، رسالة ماجستير، وقد أوصت الدراسة بضرورة التركيز على مهارات التعبير الكتابي والعمل على تنميتها، وتشجيع الطلبة على قراءة القصص؛ لتزويدهم بالمفردات والأساليب البلاغية وتطور ملكاتهم التعبيرية.

دراسة بعنوان فاعلية استراتيجية خرائط المفاهيم في تنمية مهارة التعبير الكتابي لدى طالبات اللغة العربية الناطقات بغيرها في المملكة العربية السعودية، مجلة جامعة الأزهر، ع 180، لسنة 2018م، وأوصت الدراسة بضرورة عقد دورات لمعلمي اللغة العربية لتوظيف هذه الاستراتيجية، ودعت القائمين على تأليف المناهج باعتمادها في بناء منهاج اللغة العربية.

دراسة علاء الحسيناوي، بناء معايير لاختيار موضوعات التعبير عند مدرسي المرحلة الإعدادية، وقد أورد في دراسته جملة من المعايير وصلت إلى ستة وعشرين معيارا، ونورد منها:

انتقاء الموضوعات المرتبطة بخبرات الطلبة.
اختيار الموضوعات في ضوء خصائص النمو العقلي للطلبة.
التركيز على الموضوعات التي تنمي خيال الطلبة وتوسيع أفاقهم.
اختيار الموضوعات التي تشبع حاجات الطلبة الفكرية.
اختيار الموضوعات التي تساعد على تنمية التذوق الأدبي لدى الطلبة.
اختيار الموضوعات التي تتوافق مع قدرات الطلبة التصويرية.
التركيز في الموضوعات التي تشجع الطلبة على الاطلاع على المصادر والمراجع الثقافية المختلفة.
تقديم الموضوعات التي تمكن الطلبة من التعبير عن هواياتهم الشخصية ورغباتهم الذاتية.

دراسة سحر عليان، دور القصة المصورة في تنمية مهارة التعبير الكتابي والشفوي، 2018م.

هدفت الدراسة إلى معرفة أثر استخدام أسلوب القصة المصورة المكتوبة والمحوسبة في تنمية مهارات التعبير الكتابي والشفوي لدى طالبات الصف الرابع ، وتكونت عینة من (28) طالبة مثلت المجموعة التجریبیة والتي تم تدریسها باستخدام أسلوب القصة المصورة واستخدمت الباحثة التصمیم شبه التجریبي للمجموعة الواحدة ذات الاختبار القبلي والبعدي. وقامت الباحثة بإعداد اختبار للتعبير الكتابي والشفوي لاختبار فرضیات البحث. وباستخدام اختبار لعينات المرتبطة أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائیاً بين الاختبار القبلي والبعدي لصالح الاختبار البعدي. بحث إجرائي.

دراسة عبدالله حسين ، 2019م، الموسومة بـبرنامج مقترح قائم على استراتيجية حل المشكلات لتطوير مهارات التعبير الكتابي الإبداعي لطلاب المرحلة الثانوية، وخرجت الدراسة بتوصيات منها: ضرورة توظيف استراتيجية حل المشكلات في تدريس اللغة العربية وتدريس التعبير بصورة خاصة، والربط بين التعبير وفروع اللغة العربية، إضافة إلى زيادة حصص التعبير في الجدول الدراسي.

نستخلص من الدراسات السابقة جمهرة من القضايا ومنها : توظيف القصة لما لها من دور في تنمية الثروة اللغوية لدى الطلبة، وتنمية الخيال لدى الطلبة، ودراستنا تركز على تفعيل المكتبة المدرسية للحصول على هذه القصص، وثمة دراسات ركزت على استراتيجيات التعلم التعاوني وحل المشكلات، ودراستنا تدمج بين استراتيجيتين: العصف الذهني والخرائط الذهنية؛ إذ يعدان من استراتيجيات التعلم النشط، كما ركزت دراستنا على مخرجات لها دور في الكشف عن الإبداعات، وأما فيما يتعلق بالمعايير التي وردت في الدراسات السابقة فقد اختلفت دراستنا في أنها تنطلق من موضوعات المنهاج أي من داخل الصندوق إلى خارجه.

إجراءات الدراسة

بناء استبانة تنطلق من الأسئلة الآتية، ويجاب عنها برقم واحد للأعلى والرقم 5 للأدنى، في المدارس التي بها الصف العاشر وحتى الثاني عشر. استبانة قبلية للمعلم .تقويم ذاتي.

الرقم	البند	١	٢	٣	٤	٥
١	اهتم بالتعبير وأعطيه أولوية في التدريس
٢	اتابع فرع التعبير وأربطه بالدروس المعطاة
٣	أربط فرع التعبير بالتقويم النوعي
٤	خصص جزءاً من الحصة لقراءة بعض الموضوعات التي يعدها الطلبة
٥	أقوم بربط التعبير بالإذاعة الصباحية
٦	لدي صحيفة حائط لموضوعات التعبير المتميزة
٧	أطلع على الأنشطة المرافقة التي تعنى بالتعبير، تحدي القراءة، والخطابة
٨	كلف الطلبة بالذهاب إلى المكتبة لإغناء موضوعات التعبير
٩	ركز على الأخطاء الشائعة في كتابات الطلبة وأعمل على علاجها
١٠	اوظف استراتيجيات التعلم النشط (التعلم التعاوني، العصف الذهني، حل المشكلات) في تدريس التعبير
١١	طلع على دراسات تناولت التعبير الكتابي والشفوي وأفيد منها
١٢	أوظف القصة المصورة والمكتوبة في إغناء موضوعات التعبير
١٣	لدي معرفة بالمعايير الخاصة بالتعبير الكتابي والشفوي، بناء وتقويماً
١٤	ربط بين فروع اللغة العربية تكاملياً من خلال التعبير
١٥	أفيد من التعبير في بناء خطي العلاجية
١٦	نوع في أعمال الطلبة التي تهتم بالتعبير ( تلخيص ، وتحويل النص من شكل إلى آخر، وتحليل الأعمال الأدبية مكتوبة من الطلبة
١٧	لدي أداة تقويم للتعبير الشفوي تعزز أداة التقويم للتعبير الكتابي
١٨	قدم نماذج لكتاب أو أدباء مبدعين لمحاكاتها والإفادة من مفرداتها وتراكيبها وبلاغتها، وآلية تناول موضوعاتها
١٩	قسم الموضوع على الطلبة وفق أفكاره في شكل مجموعات
٢٠	وظف إدارة الوقت في أثناء كتابة موضوع التعبير من مقدمة إلى عرض وانتهاء بالخاتمة

بناء خطة تنطلق من وحدات المقررات وتشتكل على البنود الآتية التي بدورها تغني فرع التعبير وتطوره

أولاً- توزيع نشرة على معلمي الصفوف تضمن أسس التقويم لفروع المبحث، بحيث توزع العلامات على الفروع على النحو الآتي: 20 % لفهم المقروء و 15% للنصوص الشعرية، و20% للنحو والصرف، و10% بلاغة، و5% عروض، و10% تعبير، ليصبح المحموع 80% من علامة اختبارات التحصيل المعرفي للطلبة.

ثانياً- التقويم البديل أو النوعي أو الأصيل، وقد خصص له من المئة علامة 20% ، وقد تم تقسيم هذه العلامات إلى البنود الآتية: المشاركة والتحضير 4علامات، والتدريبات والوجبات الصفية والبيتية 5 علامات، والمهمات 4علامات، والبحث أو المشروع 4 علامات، ومناقشة الطالب في بحثه أو مشروعه 3 علامات.

وبالوقوف على التقويم النوعي يستطيع المعلم التركيز على المهمات والبحوث والمشاريع التي تستغرق 11 علامة، وهذه العلامات يمكن أن تستثمر في تطوير التعبير.

ثالثاً- توظيف المهمات التي ترفد موضوع التعبير، مثل: الكتابة عن حياة شاعر لقصيدة معطاة، أو عمل لوحات تتضمن الحيوانات وأسماء أصواتها، وصغارها، وعرض ذلك أمام الطلبة؛ مما له كبير الأثر في تزويد الطالب بثروة لغوية وتزويد الطلبة عند المناقشة تبعاً لذلك، تلخيص المقالات التي يزخر بها المنهاج وإبداء الرأي، تحويل القصيدة من نوع أدبي إلى آخر، وهذه المهمات تكون مرافقة للوحدة المعطاة، وتجعل الطلبة يبحثون في أوعية المعرفة الورقية منها والإلكترونية، ولها نصيب من علامة التقويم النوعي.

رابعاً- البحوث والمشاريع، فعندما يعرض الطالب مهمته تكون نقطة انطلاق لاختيار الموضوعات وتطويرها دراسات أو بحوث، فالطالب الذي يحلل قصيدة ويقدمها مكتوبة ، يطلب إليه دراسة جو النص وحياة الشاعر والدراسات التي تناولت هذا الشاعر وكتبت عنه في الكتب التي على رفوف المكتبة أو عبر محركات البحث، فيتعلم الطالب مهارة جمع المادة العلمية ومن ثم يطلب إليه ترتيبها وفق موضوعاتها، وتصنيفها، وكتابة المرجع التي رجع إليها، فيتكامل بناء البحث أو المشروع، وعندما يتحدث عنه أمام الطلبة أو أمام المعلم يطور المعلم لغة الطالب السليمة ، فالكتابة تعبير وصفي، والإلقاء والمناقشة تعبير شفوي. ولها جزء من علامة التقويم النوعي.

وحتى يستطيع المعلم متابعة تلك البنود المدرجة في الخطة المعدة للتعبير التي تنطلق من دروس المنهاج ووحداته، بحيث يكلف مجموعة من الطلبة للقيام بالمهمات، والتي يمكن تطويرها ؛لتصبح بحوثاً ومشاريع، بحيث يوزع مجموعات الطلبة (مجموعات ثنائية أو رباعية) بحسب عدد الطلبة في الصف الواحد، على دروس المنهاج، ويستطيع المعلم متابعة المجموعة التي قدمت إغناء للوحدة أو الدرس مكتوباً أو شفويا، ويحتفظ الطلبة بملف خاص معززاً لفرع التعبير الذي يستغرق 10% من علامات الاختبار التحصيلي، فيتكامل التحصيلي مع النوعي. وللتطبيق تمّ انتخاب مجموعة من الدروس المقررة في الصفوف (العاشر وحتى الثاني عشر).

الدرس	المهمة	مجموعات الطلبة
آيات من سورة إبراهيم	فسير الآيات والوقوف على المفردات الجديدة في التفاسير، ويقدم مكتوباً	2 طالبان أو طالبتان
كلمة شرف	صة أجنبية مترجمة يبحث عن قصص أخرى مشابهة تحليل القصة، تحويل فكرتها إلى مقالة وطنية، فيديو يقدم القصة (وهو فلم كرتوني رائع)، رسومات القصة	4-6 طلاب أو طالبات
سور عكا	لإطار التاريخي، فيديو يعرض سور عكا والحديث عن هذا الفيديو، قصائد شعرية ( الثلاثاء الحمراء) مكانها عكا، الناحية الدينية لجامع الجزار	4 طلاب أو طالبات
التراث	اختيار موضوعات من التراث من المكتبة الورقية أو الإلكترونية وتلخيصها بلغة الطالب، وقراءتها على مسمع الطلبة، دور الاحتلال في طمس معالم التراث، صور وملصقات تعبر عن التراث، ربط التراث بالمناسبة والحديث عنها في الإذاعة الصباحية	6 طلاب أو طالبات
الخبز المر	تلخيص القصة، ربطها بالتراث، تحليل القصة إلى عناصرها، اختيار قصص مماثلة، تحويلها إلى حوار	3 طلاب أو طالبات
الرواية ( الطنطورية)	راءات حول الرواية، قراءة الرواية، تحليل عناصرها، جغرافية فضاء الرواية المكاني، الاحتلال ودوره في بناء الصراع فيها	5 طلاب أو طالبات
القدس بوصلة ومجد	حياة الشاعر، مؤلفاته، مكان سكنه، تحول النص إلى مقالة وطنية أو خاطرة	2 طالبان، طالبتان
صيدة إن ضاق صدرك	التعريف بالشاعر، قصص أسرى مشابهة، زيارة أسير وبناء مقابلة أو حوار، خريطة القصيدة من شمال فلسطين إلى جنوبها	5 طلاب أو طالبات.

بهذه الخطة يجعل المعلم التعليم يتركز على الطالب، ويعمق طريقة الاستقصاء المعرفي لدى الطلبة.

وفق الجدول أعلاه نستخلص جملة من القضايا اللغوية التي ترفد التقويم النوعي وتغني فرع التعبير، وهي على النحو الآتي:

1- هذه الموضوعات وغيرها يمكن أن يطورها الطالب بإشراف المعلم لتصبح بحوثاً ومشاريع.
2- وهذه المهمات تزيد من فاعلية الطلبة في الغرفة الصفية وتعزز المشاركة، وتدعم التعبير الشفوي إلى الجانب الكتابي.
3- تمكن المعلم من المتابعة المستمرة لكل مجموعة على حدة ولا يتطلب منه وقت كبير وجهد مضاف لمتابعة كل الطلبة في المشاريع التي إن وزع حملها تمت السيطرة والإنتاج.
4- يكتفى عندها بثلاثة موضوعات كتابية في الفصل الواحد؛ بالتالي يأخذ التعبير حقه.
5- ويمكن تعزيز الموضوعات الثلاثة بالمهمات والبحوث والمشاريع التي تعمق مهارة التعبير.

التقويم ودوره في رفع مستوى التحصيل في التعبير

الإجراء الذي يقوم به المعلم : تخصيص عشر دقائق أسبوعياً لمتابعة الطلبة، ذلك بأن الدرس أو الوحدة تحتاج إلى أسبوع كامل وقد تزيد يوماً أو تنقص يوماً، فالحصص المخصصة للمقررات في الصفوف العاشر ( 5 خصص أسبوعية) والحادي عشر للعلمي 4خصص والأدبي 6 حصص، ويتطبق ذلك على الثاني عشر بمساريه العلمي والأدبي..
يجمع هذه المهمات في ملفات خاصة تتشابه وملف الإنجاز للطالب، لتغطية التقويم النوعي، ورصد علامة في سجل العلامات..

أدوات التقويم:

الأداة أو المندرج التي يتم في ضوئه تصحيح موضوعات التعبير الكتابية:

التعبير	1	٢	٣	٤
لأفكار	الموضوع لا يرتبط بالعنوان، والأفكار غير مترابطة وغير منظم من مقدمة وعرض وخاتمة	توجد بعض الأفكار في الموضوع، لكنه غير مترابط، ولا توجد مقدمة أو خاتمة له	الموضوع مترابط الأفكار، ويخلو من خاتمة	الموضوع مترابط الأفكار، وتضمن مقدمة وعرض وخاتمة، ومرتبط بالعنوان
الأسلوب	٥	١	٢	٣
الأسلوب	يندرج الموضوع تحت لون أدبي، وبه أساليب إنشائية وخبرية، وتضمين من الشعر واقتباس من الآيات	الموضوع يندرج تحت لون أدبي، ويحتوي على أساليب إنشائية وخبرية، ويخلو من التضمين أو الاقتباس	الموضوع سرد نثري لا يندرج تحت لون أدبي، به بعض الأساليب الإنشائية والخبرية .	الموضوع كلام نثري غير مشتمل على أساليب لغوية أو صور فنية
لموضوع كلام نثري غير مشتمل على أساليب لغوية أو صور فنية	٥	١	٢	٣
	لا توجد أخطاء نحوية و إملائية و ترقيمية، والخط مقروء.	توجد بعض الأخطاء النحوية، والإملائية.	وجود أخطاء نحوية وإملائية ولا يوجد دقة في توظيف علامات الترقيم، والخط غير مقروء.	الموضوع يحتاج إلى دقة في الكتابة، فبعض الكلمات غير مقروءة، والأخطاء كثيرة.

أداة التقويم للتعبير الشفوي

الرقم	البند	٣	٢	١.٥	١
١	توظيف الصوت وتنوع النبرات	دائماً يوظف الصوت وينوع في النبرات.	غالباً ما يوظف الصوت وينوع في نبرات	بعض الأحيان يوظف الصوت وينوع في نبرات.	لا ينوع في الصوت ولا ينوع في النبرات.
٢	التقيد بالموضوع وبفكرته	دائماً يتقيد ولا يخرج.	غالباً ما يتقيد، ولكن ثمة مشتتات تمنع الترابط.	بعض الأحيان يكون ملماً إلى حد ما بالموضوع	غير قادر على تحديد الموضوع المتحدث عنه.
٣	الطلاقة اللغوية ، من غير إعادة، ويوظف مفردات جديدة.	لدية طلاقة، ويوظف مفردات جديدة.	غالباً ما تكون لديه طلاقة وتوظيف لبعض المفردات الجديدة	بعض الأحيان لدية طلاقة، وإعادة وتكرار في عرضه للموضوع.	لا يمتلك طلاقة لغوية ولا مفردات جديدة.
٤	توظيف لغة الجسد	يوظف لغة الجسد دائماً.	غالباً ما يوظف لغة الجسد.	توظيف لغة الجسد بشكل محدود.	لا يوظف لغة الجسد.

الخاتمة

وفق هذا المنهج القائم على استراتيجيات التدريس، وأسس التقويم التربوي، يمكن تطوير فرع التعبير، ويكون المنهج رافعة لمستوى تحصيل الطلبة وكاشفاً في الوقت ذاته عن القدرات الكتابية الكامنة عند الطلبة، فاستراتيجية التدريس تتكامل مع استراتيجية التقويم ويكون المخرج نتاجات الطلبة الكتابية والشفوية.

المصادر والمرجع

– تعليم التعبير باستخدام الخرائط المفاهيمية، خولة عبد الهادي، 21/2/201
)alrai.com(
– نضال صبحة، 2010م، بعنوان أثر قراءة القصة في تنمية مهارات التعبير الكتابي لدى طالبات الصف التاسع الأساسي، رسالة ماجستير.
– فاعلية استراتيجية خرائط المفاهيم في تنمية مهارة التعبير الكتابي لدى طالبات اللغة العربية الناطقات بغيرها في المملكة العربية السعودية، مجلة جامعة الأزهر، ع 180، لسنة 2018م،
– علاء الحسيناوي، بناء معايير لاختيار موضوعات التعبير عند مدرسي المرحلة الإعدادية.
– سحر عليان، دور القصة المصورة في تنمية مهارة التعبير الكتابي والشفوي، 2018م.
– عبدالله حسين، 2019م، الموسومة بـبرنامج مقترح قائم على استراتيجية حل المشكلات لتطوير مهارات التعبير الكتابي الإبداعي لطلاب المرحلة الثانوية.