مهرجان طنجة للجا ز
من المنتظر أن تنظم مدينة طنجة مهرجانها الخاص بالجاز في النصف الثاني من شهر ماي 2004 .وهذا المهرجان أضحى معروفا باسم "طنجاز"وهو يبلغ هذه السنة دورته الخامسة .وقد أكد منظم الملتقى "فيليب لوران "أن المهرجان سائر في طريقه نحو التحول إلى أهم موعد إفريقي للجاز.ومن المعلوم أن مهرجان طنجة ظل يتميز بروح العفوية والأخوة .ولعل ما يميز المهرجان هذه السنة حضور "راي باريتو" الذي يمزج بين اللاتيني والجاز و"ستيسي كينت" التي ستمثل الجاز العالمي كما عبر عنه كل من "سيناترا "و"نات كينغ كول".
ويحكى أن علاقة الجاز بإفريقيا الشمالية عموما بدأت في خريف 1942 مع نزول القوات العسكرية الأمريكية بالمغرب ،إذ كانت كتائب الجيش الأمريكي تتوفر على فرق موسيقية تعمل على الرفع من معنويات الجنود وذلك من خلال عزف السوينغ والفوكس تروت وغير ذلك ،وهكذا عرفت المغرب مقطوعات "جيمي لانسفورد" و"اركيشاو"و"بيني غودمان"و"غلين ميلير"،وقد ساهم الفونوغراف وأسطوانة 78 دورة في نشر الجاز بالمغرب .إلا أن مدينة طنجة –والتي كانت خاضعة للنظام الدولي –عرفت الجاز قبل قدوم الأمريكيين إلى المغرب .إن مدينة طنجة ،عندما كانت مدينة دولية ،عرفت تنافسا في مجال أوجه الحضارة بين مختلف البعثات الديبلوماسية المتواجدة فيها ومما يؤكد هذا المعطى بروز الأخوين "فول"."هوبير"و"ريمون" اللذين أبدعا إبداعا في الساكسوفون والبيانو منذ 1941 ،وهما المنحذرين من مدينة طنجة وكانا اسمين بارزين آنذاك في عالم الجاز .وقد عرف "هوبير" الساكسوفون مع "مايسديفيس" .
وفي منتصف خمسينات القرن الماضي وصل إلى مدينة طنجة "ماكس روش".وقد اكتشفه الطانجويون مع هذا الفنان الكبير ثورة البي بوب التي انطلقت من الشارع الثاني والأربعين بنيويورك .كما تعرفوا على "ديزي جيليسبي" و "شارلي باركر".
وفي الستينات استقر "راندي ويستون" بمدينة طنجة ، وهو الذي أبدع موسيقى حركت فيه جذوره الافريقية .وهناك عزف مع "غناوة" "وجيل جيلالة" وغيرهما من المجموعات الموسيقية المغربية وفيما بين سنتي 1970 و1972 فتح ناديا تحت اسم المركز الثقافي للايقاع الإفريقي . وجمع إبداعاته في ألبوم "طنجة" الذي تضمن ذخائر كثيرة .واعتبره الكثيرون محطة مهمة من محطات موسيقى المزج .وهكذا قال البعض أن مدينة طنجة أصبح لها ،هي كذلك ،جازها .
إدريس ولد القابلة