الأربعاء ٣ أيلول (سبتمبر) ٢٠٠٨
بقلم
مَـدَدٌ مِـنْ مشكاة الغيـــب
أُطَاعِنُ خَيْلاً مِنْ فَوارِسِها ذاتيفَتَأْسِرُني سِرًّا وَتَكْسِرُ مِرْآتيتُغازِلُنِي الدُّنْيا فَأَحْتَلُّ عَرْشَهاوَلَكِنَّها الْمِصْباحُ يُفْنِي فَرَاشَاتيفَمَنْ يُنْقِذُ الْمَأْسُورَ مِنْ وَهْجِ ضَوْئِهاوَيُرْسِلُ شَطّا تَنْطَفِي فيهِ مَوْجاتي(2)أَنْتَ كَريمٌ إِذْ تُعْطي وَكَريمٌ إِذْ تَمْنَعْمَاذَا أَعْطَيْتُ أَنَا؟نَفْسِي؟...هِيَ مِنْكَِ إِليَّ عَطاءُكَيْفَ حَبيبِي إِذْ تَطْلُبُهَا أَمْنَعُها عَنْكَكَيْفَ حَبيبِي كَيْفَ أَصيرُ أَنَاإِنْ لَمْ تُنْقِذْنِي مِنّيأَدْرِكْنِي بِجَدَاوِلِ رَحْمَتِكَ البَيْضاء(3)هُوَ ابْتِلاءٌ حينَ تُعْطِي وَابْتِلاءٌ حينَ تَمْنَعْآهِ حَبيبِي مَا أَشَقَّ الإِبْتِلاءْلَكِنَّنِي أَطْمَعُ يَا مَوْلايَ أَنْ تُكْرِمَنِيثُمَّ تَرُشَّنِي بِأَنْوارِ مَحَبَّتكْ(4)اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لي مَا أَنْتَ بِهِ أَعْلَمُ مِنّيفَإِذَا عُدْتُ فَعُدْ أَنْتَ عَلَيّ بِمَغْفِرَتِكْاَللَّهُمَّ اغْفِرْ لي مَا مِنْ نَفْسِي يا مَوْلايَ وَأَيْتُوَلَمْ تَلْقَ لَهُ عِنْدِي اليَوْمَ وَفاءاَللَّهُمَّ اغْفِرْ لي ما بِلِسَانِي يا مَوْلايَ تَقَرَّبْتُإِلَيْكَ بِهِ ثُمَّتَ خالَفَهُ قَلْبِياَللَّهُمَّ اغْفِرْ لي رمَزاتِ الأَلْحَاظاَللَّهُمَّ اغْفِرْ لي سَقَطاتِ الأَلْفَاظاَللَّهُمَّ اغْفِرْ لي..اَللَّهُمَّ اغْفِرْ لي..(5)هَذَا الإِنْسانُ غَرِيبٌ يا مَوْلايْهَذَا الإِنْسانُ غَريبفيهِ الْمَدُّ وَفيهِ الْجَزْرْفيهِ الظُّلْمَةُ فيهِ الضَّوْءُ فَأَنَّى يَزْعُمُ أَنَّ لَهُ ذاتاًتَلْتَفُّ كَما شَجَرِ اللَّبْلابِ بِذاتِكْسُبْحانَكَ أَنْتَ أَرَدْتَ فَكانَ كَما كاناما أَغْرَبَ هَذَا الإِنْسانامَا أَغْرَبَهُ يا مَوْلانا(5-أ)كانَ الصَّيْفُ طَويلاكانَ كَما الآهِ طَويلاحَطَّ بِكَلْكَلِهِ الْمُرِّ عَلَىصَدْرِي الْمَنْخُورِ رَبيعاً وَشِتاءًحَطَّ بِكَلْكَلِهِ أَمْسِتَطَاوَلَ..ثُمَّ اسْتَرْخَى كَالْحُزْنِ عَلَى أَرْضٍ جَرْداءاِسْتَسْلَمَ كَالطِّفْلِ لِنَوْمٍ أَعْمَقَ مِنْ جُرْحِ الصَّحْراءِصارَ الْحُلْمُ بِأَنْداءِ الْغَيْثِ سَراباًهَذَا الْحُلْمُ الشّاسِعُ صارَ سَراباًفَاسْتَسْلَمْتُ لِبَرْدِ الصَّيْفِ اسْتِسْلامااِسْتَسْلَمْتُ وَقُلْتُ: لَكَ الْحَمْدُ عَلَى ما أَعْطَيْتَلَكَ الْحَمْدُ عَلَى ما أَنْتَ مَنَعْتَلَكَ الْحَمْدُ..لَكَ الْحَمْدُ..لَكَ الْحَمْدْ..(5_ب)كانَتْ قَدَمِي في الرَّمْلِ تَسُوخْكانَتْ مُثْقَلَةً بِعَراجينِ الذَّنْبِ الوَهَّاجْكانَ لِسَانِي يَكْنِسُ حَصْبَاءَ الرَّمْضاءْكانَ الأَمَلُ الْمُشْرِقُتَخْبُو مِشْكاةُ حَرارَتِهِ في صَدْرِي الْمَكْسورْفَإِذَا عُصْفُورُ الفَجْرِ الرَّقْراقِيُرَفْرِفُ قُرْبَ البَحْر الغَيْداقِيُبَشِّرُ بُسْتَانِي الظَّمْآنَبِأَنَّ رِياحاً سَتَهُبُّ عَلَيْههَا أَنَذَا السّاعَةَ بَيْنَ الأَهْلِ عَصِيُّ اللَّفْظِأَخَوْفاً أَمْ فَرَحاًهُوَ ذا الرَّمْزُ يَلُفُّ كَلامِي اليَوْمَ أَخَوْفاً أَمْ فَرَحاما عُدْتُ أُكَلِّمُ في الْحَيِّ سِوايْفَهَلِ اسْتَسْلَمْتُ لِوَقْدِ الفَرْحَةِ يا مَوْلايْإِنْ كانَتْ حَقًّا هِيَ ما يَسْكُنُ عَبْدَكْ؟وَهَلِ اسْتَسْلَمْتُ لِجَوْفِ الْخَوْفِ الفاجِرِإِنْ كانَ الْخَوْفُ حَبيبِيهُوَ ما يَتَسَكَّعُ في هَذَا القَلْبِ الْخَفَّاقِلِمَاذَا حينَ تَسَلَّلَتِ البُشْرَى نَحْوَ خَرَائِبِ قَلْبِي- وَأَنَا عُودٌ يَتَقَوَّسُ كَالآهِ –لِمَاذَا- وَأَنَا في الْمِحْرَابِ -ﭐمْتَدَّتْ أَدْغالُ الْخَوْفِ الكاسِرِأَوْ رُبَّتَمَا هِيَ أَدْغالُ الفَرْحَةِ يا مَوْلايَإِلَى مَمْلَكَتِي الْخَضْراءِفَأَنْسَتْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ البَيْضَاءهَلْ أَقْدِرُ أَنْ أَعْبُرَ هَذِي الأَدْغالَ الفَتَّاكَةَإِنْْ عَنّي أَنْتَ تَخَلَّيْتَلِمَاذَا يا مَوْلايَ خُلِقْتُ هَلُوعاإِنْ مَسَّ جَنانِي الْمَحْلُ جَزوعاأَوْ مَسَّ جَنانِي الوَبْلُ جَزوعاأَدْرِكْْنِيمِنْ وَسْوَاسِي الْخَنَّاسِ وَعَلِّمْنِيأَنْ أَمْلأَ دُنْيايَ بِحَمْدِكْ(6)لَكَ الْحَمْدُ إِذْ تُعْطيلَكَ الْحَمْدُ إِذْ تَمْنَعْأَنَا عَبْدُكَ العاصي فَمَا شِئْتَ بِي فَاصْنَعْلَكَ الْحَمْدُ إِذْ تَعْفُولَكَ الْحَمْدُ إِذْ تَغْضَبْوَلَكِنَّنِي وَالذَّنْبُ يُزْهِرُ في قَلْبِيأَمُدُّ دُموعي نَحْوَ عَرْشِكَ مَدّا إِذْأَنَا عَبْدُكَ الْمِلْحاحُ فِي عَفْوِكَ الْمَنْثورِكَالنُّورِ يا مَوْلايَ ها إِنَّنِي أَطْمَعْلَكَ الْحَمْدُ إِذْ تُعْطيلَكَ الْحَمْدُ إِذْ تَمْنَعْلَكَ الْحَمْدُ يا مَوْلايَلَكَ الْحَمْدُ كُلُّ الْحَمْد