الثلاثاء ٦ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم صيام المواجدة

نزفُ القلمْ

صوتٌ تدفَّقَ من عقودٍ فائتةْ

صوتٌ أبى إلا اختراقَ حَوائطي

رَغْمَ الحِصارْ

وأتى لِيُوقظَ كلَّ ما ألْقيتُهُ

منذُ القِدَمْ

وتساءَل الحُلْمُ الذي في داخلي

هل يا تُرى

أبقى على طول المدى

وسْطَ الظُلَمْ ؟

ومتى يؤوبُ إلى الديارْ

ذاكَ الذي يُدْعى النهارْ ؟

أدْماكَ يا قلمي نزيفُ الذكرياتْ

فتشكَّلَتْ قَطَراتُ أحزاني

على ورق الخريفْ

وترسَّمَتْ في هيكل الكلماتْ

لتُسائلَ الأيّامَ

عن زهور البرتقال ْ

وعن شواطئ العوَّامْ

لِمَ النسْيانُ يطْويها

وينْساها الخبرْ ؟

هل ضاعت الأطلال يا فدوى ؟

حتى الدمارُ لم يعد له أثرْ ؟

وتُسائلَ الأمواجَ

هل جزَّارُ عكَّا أضْحى (سِنْدِبادْ)

حطَّتْ مراكِبُهُ على

جُزُر العدَمْ ؟

وهل جفَّتْ دموعُ مَرْيمَ

عن صُخور الناصِرةْ ؟

أمْ أنَّ عزَّ الدين صادرهُ الزمنْ ؟

بِيعَتْ دِماهُ بلا ثَمَنْ ؟

أوَّاهُ يا نَزْفَ القلَمْ

أوَّاهُ حينَ تسيلُ نفْسُ الحُرِّ

ما بينَ البَغِيَّةِ والصَنَمْ

ويصيرُ طائرُ الوطن الجميلِ

بلا وطنْ

ويُخيَّر الزيتونُ

ما بين الرحيلِ أو العفنْ

مُدُناً ستبني أم نَدَمْ ؟

أملاً ستجني أم ألمْ ؟

لا تبتئسْ ...

حتّى لو اخْضَلَّ الثرى بِدِمائنا

يوماً سَيَنْبُتُ ألفُ جَزَّارٍ وعِزْ

لِنُعانقَ الفجرَ الجميلَ

بلا وَهَنْ

لا تبتئسْ...

قد تولَدُ الآمالُ من رَحِم الألَمْ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى