الأحد ٢٣ تشرين الأول (أكتوبر) ٢٠١١
بقلم
كابوس اليقظة
جلسْتُ أُقلِّبُ التاريخ يومـا | سلِّي النفس من همٍ دهاهـا |
وقد صادفْتُ في سِفـرٍ عظيمٍ | رجالاتٍ رجتْ روحي لقاها |
ولو خُيرتُ من أمري بشـيءٍ | رجوتُ الله أن أقفـو خطاها |
رجالٌ سطّروا التاريخ فخـراً | ودانوا الشمس في عالي سماها |
وصاغوا المجـد من علمٍ ودينٍ | وصانوا النفس إذ صانوا حياها |
وما ذلّـوا لمسـخٍ أو لعلـجٍ | وما هانوا وما أحنوا الجباهـا |
لهم من سالف الأيام ذكـرٌ | وأمجـادٌ تحيّي من بنـاهـا |
فرحـتُ أطير من هذا لهـذا | وكلٌ كان من نفسي هواهـا |
سباني من معاليهـم رحيـقٌ | كنحلٍ بين زهرٍ قد زهاهـا |
فمنهـم عـالمٌ في كلّ فـنٍ | ومنهـم قائمُ يحمي حماهـا |
ومنهـم قانتٌ لله يسـعى | يروم الخلدَ أن يجني جناهـا |
وحين أفقت من حلمٍ زهاني | وعدتُ لعيشةٍ أهوى سواها |
وذقتُ مرارةً في إثر عـزٍ | كمن ينحطُّ من عالي رباهـا |
تمنيت الفراق لفرط قهـري | وصار الموت من نفسي مناها |
فيا ذا المنّة اغفـر لي ذنـوبي | وهب يا خالقي نفسي رجاها |