الثلاثاء ١ شباط (فبراير) ٢٠٠٥
مسابقة مجلة " ديوان العرب " الإلكترونية للقصة القصيرة
بقلم أحمد زياد محبك

نقد أدبي للقصص الفائزة

تؤكد مسابقة مجلة " ديوان العرب " الإلكترونية أهمية الحاسوب في هذا العصر والدور الكبير لشبكة المعلومات الدولية ووسائل الاتصال عبر القنوات الفضائية، فبفضل هذه التقانات المعاصرة والحديثة تم إجراء هذه المسابقة، كما تؤكد هذه المسابقة وحدة الشعب العربي، في أهدافه وآماله وفي معاناته، فقد تقدم إلى مسابقة ديوان العرب ثمانية وتسعون نصاً قصصياً، من سبعة عشر قطراً عربياً، وكان عدد المشاركين من مصر هو الأكبر فقد شارك منها ثمانية عشر نصاً، كما شارك اثنا عشر نصاً من فلسطين ومثلها أيضاً من سورية، وجاءت بعد ذلك الأردن في عدد النصوص تلاها العراق ثم الجزائر وليبيا والسعودية، وهناك قصص أقل من البحرين ولبنان وتونس وموريتانيا والسودان والإمارات وعمان، من الجميل أن هناك نصين من الجولان.

ولقد عالجت معظم تلك القصص قضية فلسطين ثم قضية العراق، مما يؤكد وحدة الهم العربي، ومما يؤكد اهتمام الكاتب العربي بقضايا الواقع، وقليلة جداً هي القصص التي كانت غايتها الفن وحده، ولكن غلب على النصوص التي عالجت موضوع العراق السرعة والضعف الفني، ويلاحظ أن عدداً غير قليل من القصص كان ضعيفاً جداً، وأن كتابه كانوا فيما يبدو من أصحاب المواهب الناشئة، ولعل مرجع هذا إلى تعامل الشباب مع الحاسوب وشبكة المعلومات العالمية واطلاعهم على المسابقة من خلال موقع ديوان العرب، وهي ظاهرة صحية وجيدة، تدل على تعامل الجيل الجديد مع تقانات العصر الحديث.

وقد حولت النصوص الثمانية والتسعون بوساطة البريد الإلكتروني إلى ثلاثة محكمين في سورية ومصر وفلسطين، لا يعرف بعضهم بعضاً، والقصص غفل من أسماء أصحابها ومن عناوينهم، وتم إعطاء كل قصة علامة من مئة، وقامت الجهة المشرفة على المسابقة بجمع العلامات، ثم زودت أعضاء لجنة الحكم بعلامات النصوص وموطن كل نص في جدول مرتب وفق تسلسل العلامات، وحتى اللحظة الأخيرة لم يعرف أعضاء لجنة التحكيم أسماء أصحاب النصوص.

ومما لاشك فيه أن هناك نصوصاً أخرى جيدة وليست بالقليلة، قد تبلغ الثلاثين، ولاشك في أن أصحابها كتاب متميزون، وهنا تبرز صعوبة الفرز والتقويم، إذ لا بد من اختيار ثلاثة أو أربعة أوخمسة، وتلك هي مشكلة المسابقات، ولابد فيها من الظلم، ولكنه ظلم فني، قوامه الذوق، ومن الصعب الاحتكام فيه إلى قواعد أو قوانين، إنما قوامه التميز والتألق والخصوصية، وتلك هي أسباب الاختيار، ولذلك لا بد من الاختلاف، ولا بد من الألم والمعاناة.
ولكن ثمة عزاء، فالغاية من المسابقات ليست الفوز، وإنما الغاية هي الكتابة، والتحفيز إليها، والتشجيع عليها، وعدم فوز قصة لا يعني أنها ليست قصة، ولا يعني أن صاحبها ليس بقاص، بل لعله قاص كبير، أو معروف وشهير، ولكنه لم يحسن اختيار النص الأفضل من بين نصوصه، كما أن عدم الفوز لا يعني حكماً قاطعاً على النص أو الكاتب، فقد يكتب ما هو أفضل، بل قد يصبح أكبر ممن فاز وأكثر شهرة وأرفع مكانة في المستقبل.

كما أن فوز قصة لا يعني كل شيء، إذ لا يعني أنها الأفضل على الإطلاق، بل يعني أن حظها من مجموع العلامات كان أكبر، ولكنها في كل الأحوال تدل على أنها مفضلة في وقت ما وفي مكان ما ومن بين عدد من القصص، وقد تشترك في مسابقة أخرى ولا تفوز.

المهم أن المسابقة أي مسابقة كانت لا تعني الإلغاء، إنما تعني الإظهار، تعني إظهار بضعة نصوص جيدة من بين بضعة نصوص ليست أقل منها جودة. إن المسابقة أي مسابقة إنما تعني دعوة للإبداع وفرصة للتعارف واللقاء، هي مهرجان للإبداع، والتكريم والتشجيع، ليستمر التواصل وليستمر العطاء.
*
وقد تبين أن النصوص الثلاثة التالية قد فازت بأكبر مجموع من العلامات، وهي:

" نقطة الارتكاز " ومجموع علاماتها 266 درجة، ومواجهة من نوع آخر ومجموع علاماتها 263
ونساء في الشاحنة ومجموع علاماتها : 257. كما تبين أن نصين اثنين قد نالا مجموعاً جيداً، ولا يقل كثيراً عن النصوص الثلاثة السابقة، وهي: الرحيل ومجموع علاماتها 250 درجة وابن خلدون ومجموع علاماتها 245 . وقد تبين فيما بعد أسماء أصحاب القصص وموطنهم، وفيما يلي تعليق فني على النصوص الفائزة :

1 نقطة الارتكاز للكاتب المصري حسام صبري حماد

رجل في ميدان عام، يستمتع بمرأى تمثال في وسط بركة يمثل أماً تحمل طفلاً وذئبين ينقضان عليها، والماء يتدفق رقراقاً، وثمة طفل يلعب بالكرة حول البركة ، وأمه تراقبه، وتطير الكرة من يده، فيسرع الرجل إلى الدخول في بركة الماء ليحضر له الكرة، ويلتفت إلى الشرطي الحارس ليراه ينبهه بلطف كي يخرج، ويتذكر أطفال الحجارة في فلسطين، كما يتذكر أمه التي ما كانت تسمح له باللعب، ومن الممكن أن تضربه لو رمى كرته، ويعيد الكرة إلى الطفل، وإذا أبوه يساعده على الخروج من البركة، وهو ضابط في الجيش، ويشكره، ثم يذكر أمه التي ماتت وضحت كي تربي أولادها، وأبت أن تتزوج، كما ترفعت عن متع الجسد، ثم يؤكد دهشته حين اكتشف أن أرض البركة والتمثال كان من معدن، وهو الذي كان يظنه منحوتاً في صخر، عدا أقدام الأم حيث نقطة الارتكاز فقد كانت من حجر.

تبين القصة الفرق بين جوانب متعددة في الغرب والشرق، ففي فلسطين الفقر والقهر وتسلط الشرطي وكفاح الأطفال وشقاء الأم، وفي الغرب الفن والمرح ولعب الأطفال وسعادة الزوجين واحترام الشرطي للإنسان، والقصة لا تصرح بهذا بل تصوره من خلال الموقف والحدث من غير شرح ولا تفصيل ولا مبالغة. وقد استخدمت القصة تقانات منوعة، من سرد ووصف واسترجاع وتذكر وحوار، وامتازت بالإيجاز، والبعد عن المباشرة، ولغتها سليمة، ومكثفة ولا ترهل فيها. وهي عربية فصيحة سليمة، مناسبة للقص.

ما يميز القصة المقارنة غير المباشرة بين وضعين إنسانيين بأسلوب التوازي والتصوير، كما تمتاز ياستخدام فن النحت وتمثال الأم التي تحمل طفلها، وتحميه من ذئبين شرسين، وقد ظهر التمثال معادلاً موضوعياً للأم والأطفال، وهو يتوسط نموذجين: الأم وطفلها في فلسطين والأم وطفلها في الغرب. وتبرز الدهشة في النهاية، حيث يكتشف أن التمثال كان من رقائق من معدن، وأنه أجوف، ولكن أقدام الأم حيث نقطة الارتكاز من حجر، والعنوان يومئ إلى مغزى القصة، ولكنه لا يفصح عنها، وتظل القصة محتفظة بعنصر التشويق إلى النهاية، وهي ذات وحدة، على الرغم من الغنى والتنوع والمقارنة بين عالمين.

القصة ليست ضيقة ولا محدودة، إنما هي ذات بعد إنساني، واختيار الغرب مكاناً منح القصة تميزها، وجعلها بعيدة عن الغنائية، إذ أظهر التناقض بين عالمين، الأول يعيش فيه الكبار والصغار منعمين مترفين مستمتعين بالحب والألعاب والنزهات الجميلة، محترمين في حرية ورخاء، والعالم الثاني ليس فيه شيء من ذلك، بل فيه كل ما هو خلاف ذلك.

2 مواجهة من نوع آخر للكاتب المغربي عبد الواحد استيتو

شاب جامعي مثقف، مجاز في التاريخ، أمضى أربع سنوات بعد التخرج عاطلاً عن العمل، جرب العمل حارساً شخصياً، لكن عزة نفسه أبت عليه ذلك، اضطر أخيراً إلى الهجرة سراً، بعد أن دفع لسمسار مبلغاً غير قليل، وودع حبيبته، وركب زورقاً صغيراً حشر فيه مع مهاجرين كثيرين، ليغادروا طنجة إلى إسبانيا، تحت جنح الظلام، في إبحار غير شرعي، وبينهم شاب من سيراليون يغني أغنية حزينة، وامرأة حامل، أخيراً يأمرهم موحا الربان، أن ينزلوا من القارب، وأن يسبحوا إلى الشاطئ، المرأة لا تجيد السباحة، يساعدها الرجل السيراليوني، أخيراً يصل جميعهم إلى الشاطئ، وعليهم أن يتفرقوا كل في اتجاه، والرجل يحلم بالعمل في الحقل، وقطف الثمار وجمع المال، والعودة إلى الوطن، وبعد السير ربع ساعة، يصل إلى طريق معبدة، ويشير إلى أول سيارة عابرة، وهو لا يرى منها في الظلام غير ضوئها، ويتحدث إلى السائق بإسبانيّة ركيكة، ويجيبه السائق بلسان مغربي: هل أنت مهاجر، ثم يكتشف أن موحا قد غدر بهم وأنزلهم غير بعيد من طنجة.

القصة ذات بعد إنساني، وإن كانت نابعة من بيئة محلية، فهي تصور شقاء الإنسان ومعاناته بحثاً عن أبسط الأمور وأكثرها أولية، وهي فرصة العمل، كما تعبر عن الصراع بين حب الوطن والاضطرار إلى مغادرته. يغلب على القصة أسلوب المونولوج، وهي مكتوبة بأسلوب ضمير المخاطب، فالرجل المهاجر يتكلم عن نفسه بأسلوب المخاطب، وقد وفقت القصة في استخدام هذا الضمير على الرغم من صعوبته. وفي القصة قدر غير قليل من استرجاع الماضي، وهو موظف للتعبير عن المعاناة، وفيها قدر غير قليل من الحلم بالمستقبل، ولكن هذا الحلم سرعان ما ينكسر. وتبدو قصة المرأة الحامل داخل القصة ذات بعد إنساني مفجع، فهي تمثل هجرة الأم والطفل معاً، فكأن أجيالاً كتب عليها أن تهاجر، وكأنها تدل على مستقبل ضائع، بالإضافة إلى بعدها الإنساني، فالمرأة لا تجيد السباحة. والقصة برمتها تقوم على الغدر، إذ يغدر بالمهاجرين ربان السفينة، وبذلك يستغل الغادر بؤس الفقراء والضعفاء، فيزيد من شقائهم.

والعنوان دال ومعبر، ولكنه غير مباشر، وهو يطلق الخيال بحثاً عن ذلك النوع الآخر من المواجهة، ويبقى السؤال بعد نهاية القصة مفتوحاً على إجابات عدة، هل هي مواجهة مع البحر؟ أو مع الغربة؟ أو مع الربان المخادع؟ أو مع الوطن البائس؟ أو مع حب الوطن؟ أو مع الماضي أو المستقبل؟ هي في الواقع جملة مواجهات وليست مواجهة واحدة. والجملة الأخيرة في القصة ذات دلالة، إذ تؤكد غلبة مشاعر حب العودة إلى الوطن على مشاعر الرغبة في الهجرة عنه، إذ يقول البطل في النهاية: " موحا..صدقني إنك رجل يجب طاعته دون مناقشة " ، وموحا هو الذي كان قد أمرهم بالنزول من الزورق والسباحة إلى الشاطئ، أي إن البطل يحس في النهاية أن الربان أمرهم بالعودة إلى الوطن، ومثل هذا الإحساس هو تعبير عن نزعة تسويغية لدى البطل من جهة، تدل على مرارة الخيبة عنده، وهي تعبير في الوقت نفسه عن حبه للوطن الذي هو أكبر من حبه للهجرة. القصة قوية ومتماسكة، وليس فيها ترهل ولا إسراف في اللغة، ولا ترف، وهي مشوقة على الرغم من قلة حوادثها.

3 نساء في الشاحنة للكاتب الفلسطيني عبد الباسط محمد خلف

مكبر الصوت يعلن في القرى الفلسطينية عن الحاجة إلى عاملات، ويتم الطواف عليهن لجمعهن من بيوتهن عند الثانية بعد منتصف الليل، وتفرح للنداء كثير من الصبايا والعجائز، ففي كل أسرة فقر وجوع وحرمان، هذه تريد الدواء لأمها، وهذه تريد الدواء لولدها، وثالثة لم تذق الطعام منذ أيام، ورابعة زوجها مقعد، وخامسة أولادها في المعتقل، وعند الثانية قبل الفجر تحملهن الشاحنة، وهن لا يعرفن على أين سيذهبن أو ماذا سيعملن أو ما ألجر؟ وفيهن العجوز والمريضة، والشاحنة تجتاز بهن الطريق الوعرة، ثم تقف فجأة، إذ يجب أن يحشرن في سيارة براد لسائق يهودي، ليجتاز بهن نقاط التفتيش وقد أغلق عليهن السيارة البراد، ثم عليهن أن يجتزن الجدار العازل من إحدى فتحاته السرية، ليعدن إلى السيارة البراد، ويعملن في جمع البرتقال من غير استراحة تحت سياط الشتائم والتوبيخ، ويبقين على هذه الحالة أياماً وهن ما زلن يحلمن بالأجر، ولم يتقاضين شيئاً، ثم يفاجأن بنقطة تفتيش، ويصر الجندي على فتح السيارة البراد، ويكشف أمرهن، وبتكم سوقهن على التفتيش والتحقيق، وهناك يلقين الذل والهوان، وهكذا تنتهي الأيام العشرون وينتهي شقاؤهن على شقاء، ولا أجر ولا عمل، وكانت إحدى العاملات تكتب مذكرتها يوماً بيوم بإيجاز، ثم تسقط مريضة من غير أن تتم مذكراتها. في الوقت الذي كانت فيه سيدة أخرى تسعى على زيارة ولدها في المعتقل ورفع شكوى إلى الصليب الأحمر، ولا جدوى. وفي إحدى المدارس تطلب المعلمة من إحدى تلميذاتها أن تقرأ مقطعاً من رواية رجال في الشمس، فترد التلميذة: لماذا نذهب بعيداً وعندنا نساء في الشاحنة.

تمتاز القصة بالذكاء، والتوظيف الثقافي، فهي منذ العنوان تشير بلطف إشارة بعيدة إلى رواية غسان كنفاني رجال في الشمس، ولكنها تكشف عن ذلك بجرأة في النهاية، والقصة تؤكد استمرار المعاناة، بشكل أشد وبصورة أقسى، فالنساء هنا يعانين أشد أشكال المعاناة. والقصة تصور قطاعاً عريضاً من النسوة والأسر الفلسطينية، وتوزع البطولة على عدة شخصيات، ثم تقدم محاور جديدة في القص والسرد، إذ تقدم شكلاً مكثفاً من أشكال المذكرات، فتغني النص كما تنتقل إلى قصة أم لولد أسير، لتكتمل صورة المعاناة. ويلاحظ أن الأدوار كلها للنساء، وهي أدوار بؤس وشقاء، وإهانة وظلم، فالمرأة تستغل في العمل، والذي يستغلها هو العدو، وبذلك يتحول الاستغلال إلى شكلين، فيتضاعف البؤس. وتشير القصة بذكاء إلى الواقع الراهن من خلال محاولة سائق الشاحنة أن يستمع إلى أخبار الحرب في بلاد الرافدين.

القصة مكثفة، وهي مروية بضمير الغائب، وتتضمن لوحات متعددة لبؤس النسوة ومرضهن وفقرهن وشقائهن وفي العمل، وتمتلك بعداً إنسانياً، وهي تصور بذكاء ظلم المحتل بصورة غير مباشرة، فهي لا تبالغ ولا تفتعل، ولا تدين علانية ولا تتهم، وإنما تترك للقارئ أن يستنتج.

4 الرحيل للكاتبة البحرينية أماني السيد

شاب فلسطيني يودع أخته وأخاه وهو ذاهب للقيام بعملية استشهادية، وحقيبة المتفجرات أمامه، ثم يودع أمه، وهو يوصي أمه وأخته وأخاه بسرعة الاستعداد للرحيل لأن البيت سيفجر بعد تنفيذه العملية مع ابن جيرانهم سعيد، وتأتي خطيبته سلمى لوداعه وهي تشجعه، ويمضين ويتجه الأخ والأخت إلى التلفاز لسماع الأخبار، وبعد قليل يتم الإعلان عن مقتل أربعة جنود من الأعداء وجرح كثيرين واستشهاد شابين فلسطينيين، وتسمع الأخت صوت زغاريد، وإذا هي منطلقة من بيت الجيران، وما تلبث أن تتلوها من الداخل زغاريد أمها. هي قصة البطولة والاستشهاد، أبطالها شباب قاسوا وعانوا، وصمموا على التضحية والفداء. زمن القصة مكثف، ومكانها محدود، وحجمها اللغوي كثيف، ويكاد بناؤها يتطابق مع حوادثها، وهي سريعة الحركة، قوية التأثير، معبرة أبلغ تعبير عن واقع البطولة.عنوانها دال على صمود الشعب وتضحياته، ولكنه مباشر وواضح، ونهاية القصة متوقعة وشخصياتها مألوفة، ومناخها معروف، ولكن هذا لا يقلل من أهميتها .

5 ابن خلدون للكاتب التونسي كمال الرياحي

تستوحي القصة سيرة ابن خلدون وما ورد في بعض كتب الأخبار من قصص وغرائب، فتصور ابن خلدون قد دخل بلداً غريباً فيه طائر يمص مخ الإنسان، والقوم في البلد مغلوب على أمرهم، نساؤهم حوامل دائماً، والتي لا تحمل يحكم عليها بالبقاء في البيت، وعلى زوجها بالموت. ثم ينجح ابن خلدون من الفرار من البلد بفضل علاجه أحد الأشخاص.

القصة تمثل فانتازيا مملوءة بالغرائب، فيها قدر كبير من الإدهاش والتشويق، ولغتها متميزة، وحوادثها كثيرة ومتعاقبة، وشخصياتها غريبة يثير أكثرها النفور، والقصة تقصد إلى ذلك، لتثير الإحساس بالقبح، وهي جيدة البناء متينة الحبك، خطواتها مدروسة. وتبدو القصة مفتوحة على تأويلات متعددة، ففيها قدر جيد من الغموض الشفيف.
*
وقد دعت مجلة ديوان العرب أعضاء لجنة التحكيم والفائزين إلى القاهرة، واستضافتهم في فندق حياة غراند لمدة يومين، وفي الفندق تعرف أعضاء لجنة الحكم بعضهم إلى بعضهم الآخر، وهم الدكتور فاروق المواسي من فلسطين، والدكتور أحمد زياد محبك من سورية، والدكتور صلاح السروي من مصر، وتم الإعلان عن أسماء الفائزين وتوزيع الجوائز في حفل أقيم مساء يوم السبت 8/1/2005 في مبنى نقابة الصحفيين في شارع عبد الخالق ثروة في القاهرة، وحضر الحفل عدد جيد من الأدباء والمفكرين ومن أعضاء جمعية المترجمين العرب وعدد من المثقفين والمهتمين، وكان من بين الحاضرين الكاتب والمفكر محمود أمين العالم، والكاتب بهاء طاهر والدكتور أحمد مستجير مصطفى والروائي محمد جبريل والأستاذ ماهر محمدي ياسين والدكتورة حياة الحضري والدكتور إبراهيم سعد الدين والشاعر الفلسطيني سليمان نزال، وبعد توزيع الجوائز على الفائزين تم توزيع دروع التقدير على أعضاء لجنة التحكيم وعلى عدد من الأدباء الحاضرين منهم محمود أمين العالم وبهاء طاهر وعبد القادر ياسين كما تم تقدم عدد من الدروع إلى بعض الأدباء من الغائبين وتسلمها بالنيابة عنهم بعض زملائهم الحاضرين ومنهم سليمان العيسى والطاهر وطار ورشاد أبو شاور وأحمد الخميسي وظبية خميسي وناجي علوش ولم تغفل مجلة ديوان العرب عن تكريم بعض الأدباء الراحلين فقدمت دروعاً بأسمائهم تسلمها بالنيابة عنهم بعض زملائهم ومنهم: ممدوح عدوان وإلياس خوري.
وقد حضر الحفل عدد من ممثلي وسائل الإعلام ومنهم ممثلون عن صحف الأهرام والحياة والشرق الأوسط والوطن الكويتية والقاهرة المصرية وتلفزيون إل بي سي والعالم اليوم .
*
إن مسابقة ديوان العرب للقصة القصيرة ظاهرة إبداعية حضارية، هي إبداعية في نصوصها، وهي حضارية في تعاملها مع الحاسوب، وشبكة المعلومات الدولية، وهي ذات بعد قومي، أكدت وحدة الشعب العربي، في آماله وآلامه وفي إبداعه، وكانت ملتقى الأدباء والنقاد والمبدعين.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى