

هل عرفتِ من أنا؟
أنا بَسيطٌ .. حُلوَتيأبسطُ مِما تَحسبينَ ..شَاعِرٌ قَصائِدي ..نَسائِمٌ .. رَقيقَةٌ مُنعَّمَةحَمائِمٌ .. أظفارُها مُقلَّمَةسَريعَةُ الوُصولِ .. غَيرُ مُبهمَةعلى جَناحَيْ عَاشقٍ ..تُبحِرُ حتّى آخرِ البِحارْتَغفو وتَصحو في ارتِحالِها ..على شَواطِئِ الأقمارْتَظلُّ في فَضائِها مُحوِّمَةلَعلَّها تَصطادُ من عَينَيكِ أسرابَ الرُّؤىلَعلَّها بَعدَ الرَّحيلِ تَلتقي ..بينَ يَديكِ .. مَرفأتُنهي عَلى رَصيفِهِ المِشوارْأنا بَسيطٌ .. حُلوَتيمَا زالَ للصَّحراءِ في جَوارِحي مَساحةٌتَصولُ فِيها وتَجولُ صَبوَتيلا تَعجَبي من نَزوَتييَشدُّني المَاضي إليهْ ..أمثُلُ كُلَّ لَحظَةٍ بينَ يَديهْأنا بَسيطٌ .. عَالميعَلى نِظامٍ وَاحِدٍ .. كوَّنتُهُبِلونِ إحساسي أنا .. لوَّنتُهُلَمْ ألتفتْ يَوماً لِباقي الأنظمَةأعلنتُها مَناطِقاً مَحظورةً مُحرَّمَةولا رَضيتُ أن أكونَ ..غَيرَ ما أنا عَليهِ .. في زَمانِ العَولَمَةأنا بَسيطٌ .. حُلوَتيأنثُرُ شِعري ..في فَضاءاتِ النَّدامى .. عَلَّنيأُضيءُ من لَهيبِهِ ..بَعضَ اللَّيالي المُظلِمَةتُرى عَرفتِ مَن أناأنا بَسيطٌ .. حَالِمٌمُتيَّمٌ أبحَثُ عن عاشِقَةٍ مُتيَّمَةأبحَثُ عن مُلهِمَةٍ .. ومُلهَمَةتُسكِنُني في فِكرِهاأغفو إذا نَعستُ فَوقَ صَدرِهاأصحو عَلى نُسيْمَةٍ من عِطرِهاتُحبُّني في جَهرِها .. وسِرِّهاتَفهَمُني كَما أنا ..تَفرُشُ لي عَلى ذِراعيها ..إذا رَجعتُ مِن لَيلِ اغتِرابي مَوطِنا
من المجموعة الشعرية «قصائد لامرأة واحدة» 2000