هل من ضمائر تَستحي؟
رسالة من الطفل العراقي علي إسماعيل عباس من العاصمة بغداد الذي فقد ذراعيه بفعل القنابل الذكية الأمريكية
...ماذا أقول إلى رفاقي
ماذا أقول إذا سُئلتُ عن الذراع؟
من يا تُرى قطع الذراع؟
أكل الذراع
قلتُ اسألوهم وحدهم
من ذا الذي بعث الجحافلَ
كي تروّع أمننا؟
من ذا الذي صنع القنابلَ
كي تدكَّ بلادنا؟
أوَ يقبلون لطفلهم تقطيع أذرعهِ
كما فعلوا بنا؟
قلتُ اسألوهم وحدهم
من ذا الذي حرقَ البراءةَ
والطفولةَ و الصباحْ؟
من ذا الذي قتل العجائزَ
و الصبايا و الملاح؟
و بأي حقٍ نُستهانُ و نُستباحْ؟
ماذا أقول إذا سُئلتُ عن الذراع؟
أأقول طارت في العراء؟
وسقطتُ كالطير الذبيحِ
مرفرفا فوق الدماءْ؟
و نظرتُ أبحثُ عن ذراعي
قاصدا وجه السماءْ؟
قلتُ اسألوهم وحدهم
هل هذه أذكى القنابل عندهم...؟
ماذا أقول إلى رفاقي
أأقول ألقوا حقدهم متمثلا بقنابل الغدر الوضيع؟
...هجموا علينا
راغبين بأن نخاف و أن نبيعْ
ما ذنبُ طفلٍ أعزلٍ
إلا من الأمل الوديع
ماذا تريد قنابلٌ
من وجه طفلٍ يشتهي لغةَ الربيعْ
هل هذه أذكي قنابلهم
هناك كما أشيع؟
فليفرحوا بذكائها و ذكائهم
...أكلت ذراعي
و أظنها أغبى من الفشل المدنس و الزريع
ماذا أقول إذا سُئلت عن الذراع؟
أأقول ألقوا بالقنابل كي تُقطّعَ أذرع الأطفال
في كل الديار؟
أو ليس يكفي ما اقترفتمْ من سفاهات الحصار!؟
مليون طفلٍ قد قتلتم في المدائن و القفار
هل من ضمائر تستحي
هل من قلوبٍ تُستثار
هل من قلوبٍ تُستثار!؟