السبت ٢٦ حزيران (يونيو) ٢٠١٠
بقلم
هَاتِ الْمُدَامَ...
هَاتِ الْمُدَامَ لَعَلَّ الْكَأْسَ تُنْسِينَاجُرْحًا أَلِيمًا وَدَمْعًا فِي مَآقِينَافَلَوْ سَأَلْتُمْ عَنِ الْخَنْسَاءِ فِي وَطَنِيكُنْتُمْ وَجَدْتُمْ مِنَ الْخَنْسَاءِ مَلْيُونَالكِنَّ كَأْسِي جُفُونُ الْقَلْبِ تَمْلأُهَادَمْعًا سَكُوبًا وَخَمْرًا مِنْ مَآسِينَاإِذْ لاَ أَزَالُ أَرَاكَ الْيَوْمَ يَا وَطَنِيكَمَنْ يُفَتِّشُ وَسْطَ الْبَحْرِ عَنْ مِينَافَالْمَوْتُ يَمْشِي عَلَى أَكْتَافِهِ وَلَدٌوَقَلْبُ أُمٍّ وَبَعْضٌ مِنْ أَغَانِينَاوَاللَّيْلُ يَلْدَغُ شَمْسَ الصُّبْحِ مُشْرِقَةًفَيَسْقُطُ النُّورُ مِنْهَا فِي لَيَالِينَاوَذِي العَصَافِيرُ لَوْ غَنَّتْ أَغَانِيَهَاخِلْتَ الأَغَانِيَ عِنْدَ الصُّبْحِ تَأْبِينَاوَالعُمْرُ يَجْرِي كَنَهْرٍ تَائِهٍ أَبَدًاوَالأُمَّهَاتُ عَلَى الأَطْفَالِ يَبْكِينَايَلْبَسْنَ ثَوْبًا يَدُ الأَحْزَانِ تَنْسُجُهُوالقلب بالحزن قد يخفي البراكيناحَتَّى اسْتَحَالَتْ حُقُولُ القَلْبِ مَقْبَرَةًيَزْرَعْنَ فِيهَا مِنَ الأَطْفَالِ نِسْرِينَايَا لَيْتَ لِلْمَوْتِ قَلْبًا مِثْلَ عَاطِفَتِيحَتَّى يَرِقَّ لِطِفْلٍ فَوْقَ أَيْدِينَامَاذَا دَهَانِي أَرَى قَلْبِي يُعَاتِبُنِيوَالشَّوْقُ يَحْمِلُ تَحْتَ الصَّدْرِ سِكِّينَاأَمْشِي غَرِيبًا كَأَنِّي لَسْتُ فِيجَسَدِي فَأَرْكَبَ الرُّوحَ رِيحًا صَوْبَ أَهْلِينَايَا مَنْ ظَنَنْتُمْ لَعَلَّ الظَّنَّ يَنْفَعُكُمْأَنَّ الْمَجَازِرَ فِي شَعْبِي سَتُفْنِينَابَلْ نَحْنُ شَعْبٌ، إِذَا هُدَّتْ مَنَازِلُنَاظَلَّتْ مَرَابِـعُنَا بَيْتًا يُرَبِّينَافَلْنَبْقَ جِيلاً يَرُدُّ الدَّهْرَ فِي جَلَدٍوَيَجْعَلُ الْحُبَّ فِي أَخْلاقِهِ دِينَاوَلْنَبْقَ جِيلاً صَبَاحُ الْعِلْمِ بَسْمَتُهُحَتَّى تَفُوقَ يَدَ الْمِرِّيخِ أَيْدِينَاوَكَمْ شَرِبْنَا بِكَأْسِ الدَّهْرِ عَادِيَةًلَمْ نَنْسَ يَوْمًا وَلَنْ نَنْسَى فِلَسْطِينَا