

واتا غير الحضارية
لا أدري ما الذي يريده المعتوهون في واتا (غير الحضاريه).. هل يريدون أن يزداد عدد روادهم على الصفحات التي تدفع تكاليفها جهات ظلامية متخلفة.. أم يريدون الزراعة في يقيننا أن بريدهم قد وصل إلى آلالاف المؤلفة في وقت يعرف كل منا آنهم يسطون على البريد من على صفحات الأنترنت ويمطرون صاحبه بكم هائل من الكلام الفارغ الذي لا يسمن ولا يغني.. في وقت نرى أن صاحب تلك الصفحات المدعو (العظم) ولا أدري أن كان عظم الرقبة أم عظم الترقوة أم عظم القدم اليسرى أم اليمنى.. يكتب عن نفسه أكثر مما كتب المنفلوطي عن نفسه.. واكثر ما كتب الجاحظ عن البخلاء.. فهو مصاب بجنون العظمة الذي يدفعنا إلى التقيؤ عندما نرى اسمه على صفحات بريدنا.. بحيث نمضي ردحا من الوقت نمسح تلك الإيميلات التي تمهر وجوهنا النظيفة بالبثور والتي يقال أنها تحوي أدبا وشعرا وترجمة أم غير ذلك.. أم يريدون اقناعنا بأن كما هائلا من الكتاب قد استمرأ الكتابة على صفحاتهم في وقت يعرف الجميع أن أدوات التسجيل في تلك الصفحات يقوم بها فرد أو افراد يزورون الأسماء والبريد الألكتروني لكي يقنعوا من هم على شاكلتهم أنهم وصلوا إلى مستوى غوغل وياهو.. أملا في بيع مستقبلي مثلما فعلت مكتوب قبل أيام قليله.. مما يعني نصبا واحتيالا وايهاما أن صفحاتهم الألكترونية أشهر من خمر إمرىء القيس..
كم من مرة كتبنا لهم بأن يقوموا بمسح بريدنا الألكتروني من صفحاتهم المزبلة.. ولكنهم يأبون ذلك بل ويتجاهلون الطلب فيزدادون في غيهم ويرسلون إلينا ما لا نريده ونلفظه.. وكم من مرة قرأنا عن أناس مثلنا راعهم أن يقوم العظم بإرسال ما هب ودب لهم بحيث يلهيهم عما هم فيه من ثقافة وفن وسياسة وأخبار وشعر وما إلى ذلك.. لكي يجبرهم العظم على قراءة ما لا يريدونه.. مع علمنا ويقيننا أن الكثيرين ممن تصلهم تلك الإيميلات لا يفتحونها ولا يقرأون كلمة واحدة منها بل يرسلونها إلى مزبلة الأنترنت في بريدهم حتى لا يصابوا بالغثيان..
وأكثر ما يغيظ النفس أن ثلة من أولئك المعتوهين يدافعون وينافحون ويتهمون بحجة الوطنية والقومجية والثورجية والتقدمية والإسلاموجية وما إلى ذلك مما لفظناه منذ زمان الهزيمة الأولى والثانية والثالثة والرابعة.. فغدت كلماتهم وشعاراتهم وكذبهم ودجلهم مموجا مثل الضراط على البلاط لا يترك في النفس أثرا..
ورغم بعض الأفكار الجادة التي تطرح أحيانا في واتا غير الحضارية.. إلا أن أولئك الكتاب يرخصون أقلامهم إلى الحد الذي يمكن أن يبيعونها مقابل شهرة مزورة بحيث لا تتعدى القراءات الفعلية الحقيقية معشار ما يسعون إليه من انتشار.. ويتقبلون (شهرة) واتا غير الحضارية على أنها حقيقة لا مراء فيها.. وإن كافة المواقع على الأنترنت تغار من غير الحضارية تلك.. ولذا فان كتابا كثيرين يقعون في المحذور.. وينسى من يعملون في واتا أن الإزعاج الذي تسببه لمن سرقت إيميلاتهم واجبارهم على تلقي بريدها.. هو نوع من تشويش الأفكار على الكتاب الجادين وإبعادهم عن رؤية الحقيقة التي تقول بأن التزوير جزء مكمل لمواقع واتا المتعدده..
إن المواقع الحضارية الحقيقية التي تأتينا عادة من الغرب الذي نصمه بالكافر حينا والمارق أحيانا تؤكد عند استلام البريد أنك أن أردت أن توقف تدفق البريد اليك فعليك أن تنقر على رابط يمكن أن يزيل بريدك من القائمة التي سرقوها أيضا.. أو اشترتها شركة من شركة آخرى أو زورتها مثلما تفعل واتا تماما.. اما واتا غير الحضارية.. فاننا لم نجد رابطا واحدا يقول لك أن اردت أن لا تشترك معنا فامسح بريدك ألكترونيا دون الرجوع الينا.. وانما (يطنشون) عن هذا الامر حتى تزداد اعداد الإيميلات التي يسرقونها ولا يأبهون لمشاعر القراء والكتاب الذين يكتبون عندهم. والذين يتلقون عادة عشرات الإيميلات يوميا لا يرغبون في تلقيها.. ضمن قوائم يجمعون فيها الإيميلات ثم بنقرة واحدة يزعجون الالاف من الناس عن مهاجعهم أو عن تفكيرهم الجدي.
نحن لسنا ضد واتا سواء كانت حضارية أو متخلفة.. ولسنا ضد أن تتلقى الثقافة من الأنترنت سواء كانت ثقافة جادة أم ثقافة هزلية.. فكل يقرأ ما يسر له ويرضاه.. ولسنا في مجال الحديث عن هذا الامر الا كوننا نعاني مما يرسلونه الينا.. فمنذ السطور الاولى التي ارسلت الينا قبل سنوات قليله.. لم نقرأ حرفا واحدا مما تكتبه واتا سوى الالم الذي نعانيه نتيجة تدفق البريد المسروق الينا.. ويقينا أن الكثير من امثالنا منزعجون لذلك.. ويكتبون في ذلك.. ويرسلون الرسالة تلو الاخرى لواتا ولكنها لا تأبه لذلك الكم الكبير الذي لا يريد بريدها وتعتبرهم اصفارا على شمال الكلمات.. وليصمنا كل من اراد بالتخلف لاننا لا نقرأ.. فمن الواجب احترام رغبة القارىء.. ولو كان الكاتب من الجهابذة وانتفع بكتابته فان فرض القراءة فرضا يصيبني بالغثيان.. ويدعوني إلى عدم احترام الكاتب.. ولذا فاني اوجه الدعوة إلى اولئك الكتاب الذين يسهرون الليل ويصلونه بالنهار في سبيل نتاجهم.. أن يتأكدوا أن فرض كتاباتهم من خلال واتا لا تجعلنا نفهم حرفا مما يكتبون حتى وإن قرأنا..
اللصوص في الأصل ينتجون أدبا رفيعا أن كانوا من صعاليك الزمن الذي مضى.. أما صعاليك هذا العصر.. ممن يظنون أن العالم كله يغار منهم لنجاحهم المزور.. يدفعوننا إلى التقيؤ في كل مرة يردنا بريدهم الذي يحمل غثا ولا يفيدنا بشىء.. حتى وإن أفاد الآخرين فثقافة اولئك تتلاقى مع ثقافة النرجسية التي تعتمدها واتا في تلميع وجه العظم الذي أصبح جلدا على عظم نتيجة تصرفاته الرعناء.. وإنا إلى هذا الموضوع لعائدون.