شنب القط وذيل الحاكم
نهرتني زوجتي برعونة عندما قرأت عنوان هذه الكلمة.. لكني طمأنتها الى ان الذيل لا يختلف كثيرا عن الشنب.. فكلاهما يكتظ بالشعر.. فسكتت
قيل ان ابرهة سمي بالاشرم لأن شفته العليا كانت معوجه.. مما اطاح بجزء من شنبه الذي كان فيما مضى يدل على الفحوله.. لكنه الان يدل على العفونه.. أرأيتم معي كيف يتبدل الزمان. واني اراهنكم على أن احدا دون الخمسين لم يسمع بابرهه.. فقد سألت احد الشباب فقال لي انه(مصلح بوابير الكاز)الذي كان في حارتنا.. وقال آخر انه السباك الذي احب ابنة الجيران ثم مات لانه لم ينلها.. وقال ثالث ان ابرهة المعزي كان راعيا يحلب المعيز زمن الجاهلية ويبيعه للغرباء ثم اكتشف صاحب الاغنام سرقاته فقتله..
ولقد تعددت الروايات في ابرهة من الشباب حتى خلت انه خيال في التاريخ حتى جاءني من يقول لي ان ابرهة قاد جيشا من الجنود والفيلة لهدم الكعبة في مكه.. ولكن الله سبحانه اخزاه فاصيب جيشه بمرض معد قضى عليه وعلى جيشه ( وهذا وصف لحجارة السجيل).. ولقد قال لنا التاريخ (المزور طبعا) ان ابا طالب عرض عليه الامر فقال : ان للبيت ربا يحميه.. ومنذ ذلك التاريخ ونحن نعتقد ان الله يحمي مقدساتنا فلا يستطيع ان يقترب منها عدو.. أو يزورها طامع.. ودليل ذلك احتلال اسرائيل لها.
تربع الملك ابرهة على عرشه كالطاووس.. ولما كان شنبه قد اصيب (بالفالج) فقد احضروا له قطا مناسبا في اللون لكي يقص ذيله ويلصق جزءا منه فوق شفته المصابه.. وسمع الجيش كله صراخ القط وذيله يقطع.. غير انهم لم يأبهوا لذلك.. ورأى احدهم ان ذيل القط غير مناسب فقام بسلخ جزء من جلده يناسب لون شنب الملك فصرخ القط أكثر.. لكن احدا لم يأبه له.. ثم جاء ابرهة نفسه فنظر الى جنوده ورأى ان احد الشباب منهم ينتظم شنبه مثل فرشاة مزينة بالعقيق فأمر بسلخ شنبه واضافته الى شنبه هو لكي يظل على فحولته.. ولكن احدا لم يأبه لصراخ الجندي.. وهكذا كان.
هذا ما كان من الزمان الذي مضى.. ولقد تبدل فاصبح كل شىء مقلوبا.. سلخ القط شنب الرجل واصبح هو المنافس الاوحد.. واصبح الشنب (عرة) لصاحبه.. وخرم الشاب اذنه اليمنى ووضع فيها حلقا تيمنا بالمطربين الغربيين.. ومن لم يلبس حلقا فهو انثى.. وغدت المرأة تشتري شفرات الحلاقة لكي تزيل شنبها الذي ينبت كالاشواك.. هذا عوضا عن سيقانها التي تحمل شعر الماعز وخشونته.. واعتمدنا سياسة السلام ونحن محبطون تائهون خانعون مبتذلون واصبحت سياسة (التوسل) زادا وزوادة نستخدمها كلما عن للرئيس الامريكي زرق اصبع من الديناميت في است الحاكم.. ويقينا انكم تعرفون ما هو الاست !! فهي كلمة مؤدبة تعني المؤخرة.. وحتما انتم تعرفون ما هي المؤخرة.. وهي تختلف كثيرا عن مؤخرة ابن خلدون.. وانشغل شيوخنا وائمتنا بحرمة الخل او حلاله.. وفصلوا فتاويهم كما يرغب الحاكم.. وتآكلت قطع الارض التي بناها اجدادنا بالدماء والدموع.. فذهبت الجزر الثلاث.. واحتلت تركيا ديار بكر وحتى ديار عمر.. واخذت ايران عربستان.. وذهبت فلسطين بكاملها الى ا.. واصبح الشنب الذي يعتلي شفة الحاكم العربي مثل الشعر الذي ينبت (بلا مؤاخذة ).. كان لنا ان ندرج الصفات التي تناسب الشنب والذيل فاننا نجد ان ليس كبير فرق بين هذا وذاك.. فالذيل يهش به الحاكم ذباب الوزراء عن استه.. والشنب فيه الكثير من الشعر المزروع طبيا بعد ان تجرد الحاكم من فحولته واصبح انثى تسير فيه زوجته امور الدولة وهو لاه في بارات الدولة وجمع النقود وارسالها خارج وطنه كيما يظل على ثرائه عندما يطرد من الوطن المسروق اصلا.. ومع كل ذلك فان الوطن العربي ما زال بخير.. اذ يهرب علماؤه وفهامه خارج الحدود بحثا عن اللقمه.. ويموت فيه المواطن كمدا لانه لم يحصل على رغيف الخبز في وقت تدر فيه ارضه لبنا وعسلا.. اما اولئك الذين ينعمون بالنفط فصدقوني انهم لن يأخذوا معهم شيئا الى القبور.. سوى زجاجة من الويسكي وعلبة من السجاير الفاخر قد يستخدمها الميت عندما يعن له ان ينسى ما حدث له في هذه الدنيا..فاذا كان ذلك كذلك فنحن ما زلنا بخير.. وما زالت الامهات تنجب.. وما زالت الشمس تخرج من الشرق ثم تغيب في الغرب.. وعندما تغيب.. يظل العربي متيقظا لكي يرسم خططه (الاقتصادية ) كيف يحصل على الرغيف في اليوم الاتي.. وعند وصوله الى مرحلة الكفر بالتفكير.. سوف لن يفرق بين ذيل الحاكم وشنب القط.. وكلاهما كما قلنا مكتظ بالشعر.. فان شعرت اخي القارىء ان شنبك يشبه ذيلك.. فقم حالا الى المرآة واحلقه حتى تستقيم امورك