الجمعة ١٣ شباط (فبراير) ٢٠٠٩
بقلم
وجــه دمـشــقـي
مطر من الكلمات ينقر في سواد الليل شباك الورق..ويسيل عبر جداول البوح الحزين.وجه دمشقي تراءى من وراء الروح..يوقظ في مخيلتي..طموحات السنين.طرفي على وتر الهوى..يتسول النظراتِ والصورَ القديمة..من جيوب المحدثين.نخرت نخاع العظم غانية على عمد..ومرت في وميض العمر مثل النسمة الكسلى بزهر الياسمين.رمت الزهور على التراب..فعانقتها كل أقدام الحفاة..من غير أن تدري عبير الطهر كيف يضوع ُ..كيف يضيعُ في حلم المساءِوعتمة السر الدفين.لمست بعينيها جدار القلب..فانفتحت نوافذ حبه وتحطمت كل القيود..وأنتشت تلك البذور وأنبتت..نخلا وزيتونا ورمانا وتين ْ.ورأيت في الشفتين من وطني حكاياتٍ..ترق كخمرة المتصوفين.كل الدروب إليه ما وصلت لغايتها..وكل مآثم العشاق صلت في معابده..فهذا الوجه مجبول بماء المستحيل وزبدة الشكوى..وطيف الحالمين.رقصت له الغيمات كي يرضى..ويخبز من دقيق الجوع أرغفةً تسر الآكلين.وجه دمشقي يصغر كوكب الدنيا ويجعلها على صدري..كطاقة نرجس عطشى توزع عطرها الليلي..من أبواب قصتنا ومن أوجاع غربتنا..لكل المشتهين.غنت بيارق حسنه لحن الأوثة..فاعتلت نسماته واندق إسفين من الحب الجديد..بصدر كل الناظرين.المخمل المسحور لمسته..وأرتال من الآهات يطلقها أنين الشوقِ..دمعَ مسافرِين.وجه يمزق آخر الصفحات من فقه الهوى..ويدغدغ الورد الجريح..ويغور في صحراء وجداني ثوابت في عداد الخالدين..وجه دمشقي يزخرف لوحة العمر القصير..فيرتمي مطرا ليرسم فوق رمل الحب..نهر الظامئين.*** *** ***مدي يديك وأغمضي عينيك دون تخوفٍ..فقوافل الخطأ المراهق غادرت..لم يبق في كأس الحياة سوى هديرِ البالغين.النار تشوي ضلعها..والبيدر المنسيُّ خانته المناجل والمواعيدُ الكذوبة..فانزوى خجلٌ على الشفتينِ يرفع صوته..في كل حين.هدّي جدار الخوف وانطلقي..فتلك الشاخصات لها حدود..ومشارب الدرب الطويلة أقفرت..ليذوب ملح الدمع في شهد العيون.في حر " غوطته " يزغرد عاليا " بردى "..ويهمي " قاسيون ".لما رأته قصائد الروح اِلتوتْ..وانداح من فمها عصير الصبر ِ..فارتعشت حروف الضفة الأخرى وخافت..مثل عصفورٍ سجين.وجه دمشقي يسافر في دمي..وعلى جدار الروح أرسمه..وأشرب نخبه..كل النساء رأيتها فيه فقلت : نهاية العمر ابتدت..والكون في سَقَرٍ..وكل الناس حول نعيمه متزاحمون.وجه كمرآة الزمانِ.. على رؤى خديه تنتحر الأماني ضاحكات ٍ..سبحان من سوّاه.. حيث رأيتُه..أصبحتُ خيرَ المؤمنيـن.