السماءُ الملونةُ بالضجيج
تشنُّ فوضاها العميقة
وتصبغ كل الأشياء بالدهشة
تنسابُ نسائمُها في كل الأروقة
وتُعبيءُ أحلامها
في زجاجاتٍ معتقةٍ
محملٌ أنت بها
وواقفٌ ببابها
ماسكاً في يديكَ المرآةَ
وقطع الحلوى
محاولاً الوصول إلى
حدود المعادلة
نحلق معا
جناحانا مفرودان
والهواء يحيطنا
أحملك حين يأتي الليلُ
وفي الصباح أُطلقنا معا
ولا أعرف ما السر دائما
في هذه الرعشة المجنونة
التي سرت بأجسادنا
وهذا الصمت المميت
الذي يملأُ أرواحنا
ـ وهبتُكِ نفسي.
أقولها
فتمتمي بها
وزاوجي عروق الأرض
بقطرات المطر
ولوِّحي لكل الكون بدُماكِ المصطنعة
ثم انسفيها في اليمِّ
وقطعي عهدكِ السالف
بعهدٍ من دم ولحمٍ
عنوانه : ـ وهبتُكَ نفسي
همّتْ به
حين شاء القدرُ
وهمَّ بها
وكانت كلُّ الأبوابِ بينهما من زحاجٍ
والنهرُ على مقربةٍ من روحِهما
يلهوان في الماء
حين يحوطهما
وحين يسقطُ قطراتٍ من عطر الياسمين
فوقهما
يداعبها بيديه
فتأتيه ببسمتها
وتغلق عينيه
وتُلقي بنفسها في الظلال الممتدة
كأشجار صامتة
وكان النهارُ يوشك أن يأفل
هنالك
حين همَّتْ به
كان بدون أي (لولا) يهم بها
فقط
حين شاء القدرُ
أنا أعشقها
وأدنو من شُبّاكها
فتشدني
أنامُ بين اليمام
وبين الضوءِ
وألمح من بعيدٍ شعرَها الطويلَ
وعينيها العسلية
وشفتيها السخية
فأمثل بين يديها
بخطواتٍ بيجماليونية
واحتراقٍ نرسيسيٍّ
ثم اكسر صمتي
وأجلس حين أفتح عينيّ
بين القهرِ
وبين الحشرجة
أيتها الآتيةُ من وراء الزمن
السابحةُ في دمي
خُذي قصيدتي الرومانسيةَ
وشهقتي الشبقيةَ
وروحيَ المختزنةَ
واصنعي بيديكِ ،
وأمام عينيكِ
ذرات تكويني