الاثنين ٢٥ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٣
بقلم
وردتي الشامية
التقينا على سفح قاسيونفتألقت عيناهاوأضاءت خياليوسرى النورُ الذي انبعث منهافي عروقيفأشرقت روحيوأبرقت سمائيوتلألأت بحبها عيونيسألتُها من أنتِ؟أين كنتِ؟هل أنت من زُقاقِ الموتِأم من دروبِ الوردِأم ملاكٌ خرج من أحلامي بعد الغَسَقِوعاد مسرعاً يستجير بدفئ قلبيمن صقيعِ ليالي العِشقِفي الزمن الصعبِقالت أنا من بردى انسكبتُوبتراب قِمَمِ القلمَونِ جبلتُوبتمايل الفُراتِ ارتسمتْ قامتيوِبحُمرةِ الجُوريِّ تلونَ ثغريوبالياسَمينَ اختلطتْ أنفاسيومن جبلِ الكردِ عيونيوبإباء العاصي ارتفعت جفونيبنت الشآم أخبرينيماذا دهانيتكلميبالله عليك قوليكيف تركتك تعبرين الزمان دوني؟ومضيتُ ابحث عن نفسي وحيداًسائحاً في بلادٍ صَدودِعلى شطآن تحميني من جُنونيوهرعت مبتعداً عن أرض أجداديإلى مكان قصي خلف جدران الظنونِسنينٌ مرت وعالمَيْنا تباعداومكثتِ في القلب تبتسمينَ كلما عبسَ الدهرُوتتمايلين في عروقيكما ترقق بردىيعبرُ الفيحاءَ من الرابيةفيستقرُ بعد حينٍ في جنانِ الجابيةسنواتٌ تتالت مثل الخيالِمذْ فارقْتُكِ والقلبُ يُعتصرُوالنفس مذهولةٌ برَوْعِ الفِراقِتقول ويحك كيف تنأى عن الحبيبِ؟كيف تمضي بعيدا كالغريبِ؟وهل للنفس من دونها بُرْحُ؟كيف تحلو لك الحياةُ هائماً في الورى؟وكيف تطوي آلامَ الجوى؟ومتى يندملُ الجُرحُ؟قلتُ يا نفسُ هوني عليكِلا تجزعيفما اخترتُ فِراقَ الأحبةِ طواعيةولكني مضَيْتُ في سبيلي إلى الورىلعلي أُدرك كيف غاب الحبُ عن ربوعيوأينع بعيداً في سهول الغَرْبِصُحتُ لا تتركيني يا روحي وحديتحتَ حرابِ الشامتينَ بجرحيالقابعينَ فوقَ التلالِيرون قلبي ينداحُ مع الصبحِهاربا من بين ضلوعيهائما في حُبهِ بين الشُموعِمُحمَّلاً بآلامِ الجوىوآهاتِ النوىوعبراتٍ مِنْ دموعيلا تلوميني يا وردتيلأني هجرتُ تلالً أحبهاوبحثت عن روحي بأودية العِشقِفالحبُ في بلدي نقيٌ كنبعِ بردىلكنه لا يملكُ ما يكفي من الدَفْقِليُزهِرَ وردُ الشامويفوحَ العِطرُ في بلاد العُرْبِ