لم ننشغلْ بالغياب

لم نكنْ ننشغلُ بالغيابِ أبداً كانت القبورُ بالنسبةِ لنا متاحفَ جميلةً تستحقُ الزيارة وكانَ التشييعُ احتفالاً بخلاصِ أحدِنا من نشراتِ الأخبار وكانت الشَّارةُ السوداءُ على صورِ أحدِ الغائبين علامةً على توقفهِ عن لعبة ِالتَّصوير (…)
لم نكنْ ننشغلُ بالغيابِ أبداً كانت القبورُ بالنسبةِ لنا متاحفَ جميلةً تستحقُ الزيارة وكانَ التشييعُ احتفالاً بخلاصِ أحدِنا من نشراتِ الأخبار وكانت الشَّارةُ السوداءُ على صورِ أحدِ الغائبين علامةً على توقفهِ عن لعبة ِالتَّصوير (…)
مهلاً... لستُ متسولاً إنَّما سُرِقَتْ مني حقيبَتي فيها آمالي وأحلامي عُمْرَاً رتَّبتُه بيدي وَضَعتُ في زواياها أفراحي وأحزاني خبَّأتُ في طيَّاتها ذكرياتي خوفاً عليها من الفقدِ مَنْ يُقرِضُني مِنْ فِكرِهِ أَمَلاً؟ أَستعيدُ به أَمَلي (…)
عفوا حبيبتي لاأملك سوى الكلمات أنثرها ورودا تعطرها قدميكِ أنظمها قلائد تلثم جيدكِ أغزلها قصيدة تزهو بحسنكِ عفواً حبيبتي فلست إلا شاعر قد أكون فقيرا أو تعيسا لا أملك كنوزا أوقصورا ولكنها الكلمات بها أملك رصيدا مشاعر يجيش بها الصدر (…)
رفضتُ الفِلاحةَ لم تطأ قدمي حقولَ قريةِ (القرضا) ولا صالونَها الأدبي وطينتها المدعوكةَ بزعفرانِ وطيبِ الأدباء لم أضرب بقلمي أرضَها انشغلتُ بالحياة لم يسبق اسمي لقبُ شاعرٍ أو أديب الناسُ كانوا ينادونني (الدكتور راح.. الدكتور جه) صرتُ (…)
أمي أويُمكنُ أنْ يكونَ أخي؟ هذا الذي في بطنكِ إلّا أنَّ أبي قد رحلَ منذ سبع عشرة سنة ولم يمسسكِ بشرٌ كيف تسلَّلَ إليكِ اذن؟ من أين جاء؟ وأنتِ لم تذهبي نحو جهةِ الظلامِ كنتِ دائماً بيضاء تعيشين في الصباحات وتحت ظلال الله لا تعرفين (…)
قلبك مشبع بالحزن المعتق فقَدِّمه إلى الأسى، ودعه يرتشفك على كؤوس صغيرة ولتبحث داخل عقلك السكران عن فتات من ذكريات كانت سعيدة لتقدمها مقبلات جوار الكأس فالأسى وقتها سيشكرك ويقدم لك التحية ويطلب منك المكوث معه فترة أطول بل أن تشاركه (…)
كان يُوسُف جائعًا لم يدخل جوفه طعامًا منذ ليْلَة أمْس تلك اللَّيلة التي اشتد فيها الضرب وتحوَّلت غزة إلى حمَّام دم أطلال بيتنا الذي تعرَّض للقصفِ لا يوجد به كسْرة خُبز واحدةٍ تسد الرَّمَق ويُوسُف ابن الخَامِسة لا يزال يتَضوَّر جوعًا (…)