رئيس العلماء الأحسائيين
لا نرغب من هذه المقالة القصيرة إعادة كتابة التاريخ؛ لأن التاريخ قد كتبته يوما سيرة الرجال. فلا حاجة لنا بإعادة كتابته. كما أننا لا نهدف من هذه المقالة عن الشيخ محمد بن عبد لله آل عيثان الأحسائي – 1260هـ /1331 هـ - أن ننتصر لشخصه بسبب العرق أو النسب أو السكنى ؛ لأن من مثله ليس بحاجة إلى كل ذلك.
ومن جهة أخرى فإن هذه المقالة القصيرة مأخوذة من مقدمة كتابنا ( لرئيس العيثان) الصادر قبل سنتين، في الذكرى المئوية الأولى لوفاته. ولن تتحامل هذه المقالة على أي فكر أو مدرسة أو حتى رأي يختلف مع آراء مدرسة آل البيت الحكمية التي ينتمي إليها الشيخ العيثان ؛ لأن مساحة الكتابة بها متسع للجميع، و قادرة على استيعاب كل الآراء و الأفكار و المدارس الإسلامية على حد سواء. فكيف لا ؟ وهي تستقي من منبع واحد ومن كتاب واحد لا ينطق عن الهوى.
نعم شيخنا الرئيس العيثان ينتمي في منهجه الحكمي إلى مدرسة آل البيت الحكمية رافضا فلسفات أرسطو وأفلاطون الوثنية، وتلك ميزة في منهجه له لا عليه.
وفي تلك الدراسة سعيت لأن تكون دراسة جادة، تحاكي الدراسات العلمية في منهجها ألتوثيقي، و تماثل الدراسات المنصفة في تحليلها الحيادي، متكئة على المنهج التاريخي في تحليل الحوادث التاريخية ؛ حتى تكون دراسة جديرة في أن تتصدر أرفف مكتباتنا العربية، مثل غيرها من الدراسات الأخرى عن حياة علمائنا و مفكرينا و عظمائنا.
ولا بد أن نشير ونحن نترجم لعلمائنا الأعلام في كل مكان، أن في سيرة علمائنا الأحسائيين تحديدا العديد من نواحي العظمة و الشموخ، ما يجعلها تقف في الصدارة إلى جنب ترجمات مراجعنا و علمائنا الكبار في شتى أنحاء العالم الإسلامي.
ويشير الباحثون إلى العديد من الشخصيات الأحسائية البارزة في التاريخ الشيعي. ومن تلك الشخصيات المرجعية في الأحساء، المرجع الكبير الشيخ محمد بن أبي جمهور الأحسائي، المتوفى بعد سنة 901هـ وهو من كبار الفقهاء وعلماء الشيعة ومن مؤلفاته (عوالي اللآلئ) الذي يعتبر من مصادر الحديث المتميزة لدى الشيعة.
كذلك العالم الرباني الشيخ أحمد بن زيد الدين الأحسائي - الأوحد – زعيم مدرسة آل البيت الحكمية، الذي انتشر صيته في معظم أقطار العالم الإسلامي، حتى أصبح له مقلدين في الأحساء والبحرين والكويت، وفي كل من العراق وإيران.
ولابد ان نشير إلى تسلسل هرمي برز فيه قطبان من أقطاب الفكر الديني، كالشيخ محمد بن حسين آل بو خمسين في الهفوف والسيد هاشم بن أحمد السلمان في المبرز، إلى أن توحدت المرجعية بالشيخ الرئيس محمد بن عبد الله العيثان، وكان له مقلديه في العراق وإيران؛ لتنقسم مرة أخرى بموته إلى مرجعيتين لدى الشيخ موسى بو خمسين والسيد ناصر السلمان. وقامت تلك المرجعيات والشخصيات الأحسائية الكبيرة بمهام كبيرة، وأدوار تاريخية،إلى أن انتهت إلى خاتمة المراجع، الشيخ حبيب بن قرين المتوفى عام 1363هـ، وبموته انتهت المرجعية المحلية في الأحساء.
و لعلنا لا نبالغ إذا قلنا أن طموح تلك الدراسة عن شيخنا العيثان، السعي لأن تكون الرائدة في المكتبة الإسلامية، ليس في موضوعيتها فقط، بل وفي إطار التصدي لحملات التشويه المتعمدة لترجمة حياة الشيخ العيثان، و لتشويه منهجه الفكري - مدرسة آل البيت الحكمية - الذي ينتمي إليه، ولتشويه سيرة أعلام هذا المنهج الفكري في هذا الوقت بالذات، وفي كل وقت يسعى البعض – في الخفاء - لأن ينسج خيوط ذلك التشويه بحجج ( كهنوتية) قديمة، تارة باسم الدين، وتارة باسم الوطن، وثالثة باسم الجماهير التي لا صوت لها، معاهدين أنفسنا أن نكون منصفين لا مبالغين مع من نحب، ولا متحاملين على من نختلف معه.
كما أن تلك الدراسة التي قدمناها قبل أكثر من سنتين للقارئ الإسلامي، تستحق اليوم أن تقرأ من جديد، حتى يتعرف شبابنا على حياة العلماء الربانيين الكبار، ويتعرفوا على سيرة مراجعنا العظام. وحتى يتأكدوا أن الألقاب لا تصنع الشخصيات العظيمة، بل أن الشخصيات العظيمة تتصاغر دونها الألقاب والمناصب و الأموال، وان الشخصيات المزيفة هو من يسعى الآخرون في إضفاء الألقاب الرنانة عليها، وإدعاء العناوين العريضة لها، و إعطائها المكانة التي لا تستحقها.
مشاركة منتدى
10 آب (أغسطس) 2013, 19:29, بقلم علي البوعلي
بارك الله في جهودك الطيبة دكتور حسن ووفقكم الله فلقد أضفت لكتب التراجم كتبك الزاخرة بالدراسة الفسيولوجية التي يعتمدها شخصكم الكريم...
رضوان الله تعالى على شيخنا الرئيس العيثان.
12 آب (أغسطس) 2013, 04:17, بقلم رمضان الغزال
اخي الفاضل الدكتور حسن
انت بحق المجدد لعصر الشيخ الاحسائي فنحن نعيش وبكل فخر من جديد عصر الشيخ الاوحد ﺑﻔﻀﻞ جهودكم وتفانيكم لإبراز ﺍﻟﺤﻖ والحقيقه
جعله الله في موازين اعمالكم
رمضان الغزال
31 تشرين الأول (أكتوبر) 2013, 12:36, بقلم علي بن حسين البوعلي
الأستاذ الدكتور القدير حسن الشيخ... أنت بحق جددك أمجاد علماء مدرسة الشيخ الأوحد قدس سره الشريف وبما تجلى به قلمك أعدت لنا زمن أولائك العظماء... بارك الله لنا بك وبارك الله فيك بما جدت به.