الثلاثاء ٣١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٢٤
بقلم خولة كامل الكردي

أحجية غزة لا يفهمها العالم

تتوالى الممارسات الإسرائيلية القمعية تجاه أهل غزة، وها قد حل فصل الشتاء ليذوق الغزيين الأمرين، فالبرد الشديد والصقيع عدو آخر خلاف العدو المحتل، نال منهم الكثير أطفال يموتون من البرد في الخيم التي لا تقي أحدا برد الشتاء ولا حر الصيف، إلى أن طال البرد الكبار فتوفي أحد المنتمين إلى الجهاز الصحي في خيمته من شدة البرد، وهو مازال في الثامنة والثلاثين من عمره، وحسب من يعرفه فقد كان يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني أيا من الأمراض، انتهى به المطاف أن يموت من البرد، والعالم الذي يدعي التحضر ينظر بلا مبالاة لعذابات وأوجاع أهل غزة.

فإلى متى يا عالم تقف متفرجاً على ما يحدث في قطاع غزة؟! وإلى متى يستمر تغول الجيش المحتل في عدوانه وحقده الأسود على حياة وأرض الغزيين؟! فهل أضحت غزة أحجية يعجز المجتمع الدولي فك طلاسمها؟! أم أمست منبوذة من أولئك الذين قلبوا الدنيا ولم يقعدوها إذا ما عومل حيوان بشكل غير لائق؟! ما بال هذا العالم أخرج غزة من حسابات البشر؟! بل من حسابات الأرواح البريئة التي من الواجب الإنساني الوقوف معها وانتشالها من سطوة الانتقام الأعمى!
في كل ساعة ينكل بأهل غزة، ولم يترك الاحتلال الإسرائيلي أي فئة في القطاع إلا واستهدفها، وها هو حرق مشفى كمال عدوان في شمال غزة والصمود الأسطوري للكادر الطبي والصحي وعلى رأسهم الطبيب حسام أبو صفية يثير الإعجاب والخوف عليه في ذات الوقت، و الذي تناقلت الأخبار عنه من بعض المعتقلين الذين تم الإفراج عنهم من سجن سيدي تيمان سيء السمعة وهو من أسوء الاعتقال لدى الاحتلال الصهيوني، أن الطبيب أبو صفية قد بدا على جسده الانهاك وآثار الكدمات ظاهرة على جسده، فالقلق يزداد على حياة الطبيب حسام أبو صفية ومن معه من الطاقم الطبي من مشفى كمال عدوان كما أبدت مديرية الصحة في قطاع غزة.

الخناق يضيق على الغزيين، وتشتد قبضة الاحتلال على جميع مناطق القطاع، والحصار بات أشد وأقسى من سابقه، والعمليات العسكرية تزداد وتيرتها، فتدمر المدمر وتنسف ما تبقى من مربعات سكنية، وتقذف بالبراميل المتفجرة على رؤوس الأبرياء من الأطفال والنساء، وتتكثف الأحزمة النارية لتقضي على ما تبقى من وسائل الحياة هذا إن وجدت فتضمحل بصورة مرعبة، وخطر فناء المجتمع الغزي بلا شك أصبح كابوساً يأرق أصحاب الضمائر الحية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى