الأحد ١٧ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢١
بقلم سلوى أبو مدين

أمنية حافية

1 . أمنية حافية

ذاتَ غربة
تربّت بيدها
فوق شجوني
تبكي حالي

الغيمُ
يبعثرني قطرةً .. قطرةً
في غبش االصباح
الندى ينتشلني
من خيوط
الفجر ويسكبني
كفصل أخير

في طرق تُشبه
نحولي كنتُ
أحصي نجماتَ الليلِ
لمساءٍ موارب

لهذا لطريق التعب
أبدد رمق خطواتي

كلَّما أبصرتُ ياسمينة
من شرفتي
لفتني رائحة
غريبة

خارج حدود البوح
أتسول نهاية بلا لون

لستُ
سوى أنثى
أصحو ليلي
أمضغُ بقايا
صرختي

عالمٌ أجوف
يُسعِلُنا من رئتيه
القاتمتين

2 . وعكة حنين

لمساءات مدينة
تملأني بالسنونو
والياسمين
لمظلات شتائها
لرغيف مطوي داخل
حقيبة مدرسية

لـبائع الكستناء
بعربة ظهرها
نصف مقوس
يدلق ظله
عند المنعطف
ويمضي

لتعب مُترَهَّل
عند الناصية الأخرى
يشاكس ضجره
كي لا ينسى

لـممر ضيّق
لأنفاسي
أنفض لكمات الحياة

لأبواب بلا أقفال
أشبك دمعي

شاهد بلا اسم
لبائع الطوابع البريدية
ذي اليد الواحدة
والعينين الحادّتين

لمدرسةٍ في
شارع واسع
بقرميدها الملون

لبساتين حفظت خطواتي
لمحل بلا عتبة
والهدايا المطوية

العطر المُربك
المعاطف السميكة
المُعيقَةِ

حفيف الكلمات
الأرصفة التي مازالت
تتلصص .. بتفاصيلها العابرة

المهرج المُتعثَّر
دلق شجنه فيَّ
أجاج الدمع الساخن

نوبات الضحك القصيرة
الذاكرة المثقوبة
إرثُ طفولة غائب
في محاجر الضجر!


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى