الأحد ١٧ أيار (مايو) ٢٠٢٠
بقلم جميلة شحادة

أَحرقُ الوقتَ

أحرقُ الوقتَ بالوقتْ،
كعجوزٍ في الثمانين منْ عمرِها،
تجلسُ في شرفةِ بيتِها في الطابقِ العاشر.
تذكرُ ماضيها السحيقْ
ولا تتذكرُ شيئاً منْ حاضرِها.
تنتظرُ شيئاً؛ تنتظرُ أَمراً؛ تنتظرُ قادماً
تنتظرُ كلَّ شيءْ... الاّ الموتْ

أحرقُ فصلَ الربيعِ بالنومْ
منذُ تجرأَ الشتاءُ عليْهِ،
واقتنصَ منهُ حرارةَ شبابِهِ
وخلعَ عليهِ ثوباً... أسودَ اللونْ.
متى ينزعُهُ؟ بعْدَ عشْرِ سنواتْ؟!
أو بعدَ عشرين؟! أو لمْ يُحَدَّدْ بعدُ اليومْ؟

أحرقُ الليلَ بالنهارْ
وانتظرُ أنْ تستيقظَ العصافيرُ منْ نومِها،
لأخلُدَ الى ماكيناتٍ أكرهُ تشغيلَها.
أَتركُها، وأهربُ مع أولِّ فرصةٍ الى الغابِ
أبتعدُ عنْ قَفْرِ المُدنْ
وأتبعُ طريقَ الموسيقا، وأعدِّدُ نِعَمَ الخالقِ في حُسنِ ما خلقْ
وقبلَ هجومِ المساءِ أعودُ، لأحرقَ الوقتَ بالأرق


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى