الثلاثاء ٨ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم
أَنْيَابُ الصَّخْر
وَخَضْرَاءَ دِمْنٍ ظَنَّهَـا القَلْـبُ دُرَّةً | |
لَعُوبٍ لَهَا نَابَـانِ قُـدَّا مِنَ الصَّخْرِ | |
تَبَدَّتْ لَنَـا فِي حُلَّةِ الزَّيْـفِ خُدْعَةً | |
وَأَوْرَتْ بِزَنْدَيْهَـا فُؤَادِي لَدَى الدَّحْرِ | |
وَمَا كُلُّ أُنْثَى صَادَرَ الغَـدْرُ عَهْدَهَا | |
بِأُنْثَى وَلاَ خَلْـفَ المَوَاخِيرِ مِنْ ذِكْرِ | |
أَتَيْنَا وَكَانَ القَفْـرُ يَلْـوِي عِنَانَنَـا | |
إِلَى حَيِّهَا المَلْعُـونِ وَالعَقْلُ لاَ يَدْرِي | |
فَعَضَّتْ بِنَابَيْهَا اشْتِيَـاقِي وَأَجْهَزَتْ | |
بِجَبْهَتِهَا الجَرْدَاءِ نَطْحاً على صَبْرِي | |
فَمَـالَتْ بِنَا الدُّنْيَـا وَخِلْنَـا بِأَنَّهَـا | |
نِهَايَتُنَا وَالسُّـمُّ فِي دَاخِلِـي يَسْرِي | |
وَلَمَّا عَـلاَ الإِيـلاَمُ أَطْلَقْتُ صَرْخَةً | |
تَنَادَتْ لَهَا البَيْدَاءُ مِنْ شِـدَّةِ القَهْرِ | |
هُنَا عَضَّةٌ لاَ يَعْرِفُ السُّخْطُ كُنْهَهَـا | |
وَأَسْـيَافُ تَنْكِيـلٍ جُبِلْنَ عَلَى البَتْرِ | |
لِيَشْقَى أَمَامَ السَّفْـكِ مَذْهُـولَ طَعْنَةٍ | |
سَبَتْـهُ وَثَغْـرٍ ذَي نَوَاجِـذَ كَالجَمْرِ | |
حَذَارِ مِنَ الأُنْثَى فَلاَ تَطْـوِ دَرْبَهَـا | |
وَأَبْعِدْ عَنِ الإِسْفَافِ يَا صَاحِ وَالغَدْرِ | |
نَجَوْنَا بِرَغْمِ النَّزْفِ مِنْ شَـرِّ لَدْغَةٍ | |
وَلَمْ يَقْصِمِ الإِدْلاَجُ وَالمُرْتَقَى ظَهْرِي | |
فَمَا كُنْتِ أُولَى مَنْ نَكَـأْنَ جِرَاحَنَـا | |
وَخِنْجَرُكِ المَهْوُوسُ بِالفَتْكِ لَنْ يَفْرِي | |
لَنَـا الله يَشْفِينَـا وَيَقْـذِفُ جَامَنَـا | |
عَلَيْـكِ بِـدَاءٍ لاَ طَبِيـبَ لَهُ يُبْـرِي |