إطلالة مِن فتحة النص
اتسعتْ بعض المصطلحات والمفاهيم ودخلت فضاء التجريب والكتابة وتصاحب مع هذا الاتساع تأثير عكسته ألازمة التي نعاني منها في مفاهيمنا التي انحرفت عن استعمالاتها في واقعنا الثقافي المعاصر والتي لم تقف عن تحديداتها، النص المفتوح من المصطلحات أو الأنواع التي مورستْ فيه الكتابة ولا نستطيع اعتباره جنساً أدبياً لأنه لا يتمتع بخصائص معينة تفرده عن سواه من أنواع الكتابة الأدبية ولا توجد شروط يقع ضمنها لذلك خرج من خانات التصنيف إلى فضاء مفتوح يجمع بين أجناس الكتابة حتى سُمي بالجنس الجامع أو جنس الأجناس ، وليس النص المفتوح كما يفهم الآن فقط على انه النص الذي لا يأخذ جنسا معينا من الأجناس الأدبية فهو أيضا ذلك النص الذي يجعل القارئ ينفتح على آفاق مختلفة من الثقافات والذكريات والمعلومات وهو من النصوص التي تحتمل القراءات التفكيكية والإحالات التي يرسمها القارئ في مثال لانتقال سلطة الأدب من الكاتب ثم إلى النص والى القارئ في المناهج الحديثة لاسيما المنهج التفكيكي الذي يختلف عن المنهج السياقي والتحليل ألتأويلي
فالقارئ له كامل الحرية في البحث واللعب واستقراء المدلولات في النص. وتحدد تسمية النص المفتوح عند ثلاث معاني فالتحديد المعرفي للنص المفتوح ينطبق على النصوص لتي لا تكون لها نهاية محددة والتحديد الأخر والشائع هو انه ذلك النوع من الكتابة الذي لا يتمتع بخصائص معينة مثل الكتابات الشعرية والسردية التي تقع ضمن أجناس معينة أما التحديد الثالث فهو ما يعرف بانفتاح النص فيكون النص المفتوح هو ذلك النص الذي يجعل القارئ منفتحاً على آفاق مختلفة من الثقافات ويعتبر امبرتو إيكو صاحب الفضل في إشاعة مصطلح ا(انفتاح النص وانغلاقه) .
ونقرأ بين فترةٍ وأخرى في الصفحات أو المطبوعات الثقافية نصا على انه (نص مفتوح) ومن خلال متابعة بسيطة لما ينشر تحت عنوان (نص مفتوح) لاحظت انه فتحة للهروب من شروط الكتابة من قبل البعض دون النظر إلى شروط هذا النوع من الكتابة الذي أكثر ما يكون سيمائيا أو يحمل شبكة من الشفرات التي يقوم القارئ بفكها من تأويلية ودلالية ورمزية، ولعل ضياع الحدود أو الفوارق بين الأجناس الأدبية ألقى بظلاله على خروج تسميات مثل تسمية النص المفتوح فبعد غياب الفوارق بين الأجناس أصبحتْ هناك عدد من النصوص ذات قيمة فنية وجمالية وفنية جيدة لكنها لا تحتمل وضعها ضمن جنس معين وهذا التداخل في الأجناس الأدبية اتسعت مؤخرا فالروائي استعار أسلوب الشاعر لتكون هنالك شعرية في الكتابة الروائية وكذلك الشاعر فهناك سردية الخطاب الشعري وسينمائية ذلك هذا التداخل أنتجَّ نصوصاً أدبية جديدة ،
لكن يجب أن يكون النص المفتوح على قدر جيد من المكانة الفكرية التي يحملها وليس كما تطالعنا بعض النصوص ذات الضبابية الغائمة التي لايمكن رؤية ملامحها أو الشفرات المغلقة التي لاتتوجد أدوات لفكها وهنا يبرز الدور النقدي والحاجة إليه في رسم حدود معينة ومراجعة دقيقة لهكذا مصطلحات وتسميات خشية من استغلالها واستخدام كلمة مفتوح فالنص ليدخل كل طارئ من هذه الفتحة ويعيث بعالم الأدب ..هذه مجرد إطلالة من تلك الفتحة في النص التي اخترتها نافذة للكتابة