الجمعة ٤ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠٠٩
بقلم
إلى ضيفٍ ثقيلْ..
يا زائرَ الأرضِ التي تأوي إليها كلَّ حينْ..يا واطئاً وطني سنيناً، ليسَ تحميكَ السنينْ..اليومَ تجهله و تجهلُ ذلكَ السرَّ الدفينْ..للأرضِ، للشهداءِ..فاعرفْ سرَّ أرضِ الزائرينْ..هيَ أرضُنا..وطنٌ لكل اللاجئينَ الخائفين،وطنُ البلابلِ و الورودِو جنةُ الله التي هي قبلةٌ للأنبياءِ و وجهةٌ للصالحينْ..هي ذلك الشوقٌ المترجمُ بالدموعِ لراحلٍ عنها..بموتِ الضائعين...هي أرضنا..لغةٌ لكلِّ شعوبِ أهلِ العامرةْ..حتى و إن غابتْ، تظلُّ الحاضرةْ..انظرْ لها..زيتونةٌ غرستْ فلا شرقيةٌ تبدو و لا غربيةٌو كأنما هي هالةُ النورِ التي تهدي بضيِّ الحقِّ روّادَ الظلامْ..كمنارةٍ وُضِعَتْ لهَِدْيِ التائهينْ..انظرْ لها..هي رمزنا، رمزُ السلامْ..وطنٌ يعانقُ إبنهُ و يضمُّهُ كالجرحِ حينَ الإلتئامْ..يا أيها الضيفُ الثقيلْ..لا تسألِ الحربَ القديمةَ منذُ أنْ كنتَ العدوّ..فالآن أنتَ هو العدوّ..داوودُ عادْ..اذهب..أدرْ كتفيكَ و ارحلْ من هنادنِّس مكاناً آخراً..يكفيكَ سفكاً للدماءِو حسبنا هذا السكوتُ عن الكثيرْفالزمْ حدودكَ أيها الضيفُ الثقيلْ