

نفذ المداد
نفذ المدادُ و كُسِّرَتْ أقلامينُسِفَتْ جيوشيَ.. نُكِّسَتْ أعلاميالليلُ أسدلُ سترَهُ و هدوءَهُو الحزنُ يصرخُ في الفؤادِ الدامياليومَ أرجعُ، و الحقيقةُ أيقنتْأنَّ المنايا حُكمُها إعدامياليومَ أحفرُ تحتَ حباتِ الثرىقبراً، لأدفنَ غصةَ الآلامِو أذوقُ كأسَ نهايتي، فنهايتيهي موئدُ الأشجانِ و الأوهامِ (1)فالموتُ أقربُ لي منَ الأمسٍ القريــبِ و من سنينٍ أتقنتْ إيلاميو هو الذي أغفو على طَعناتِهِحتّى غدتْ معدودةً أياميطعناتهِ .. أوّاهُ من طعناتِهِ..!أوّاهُ من غدرِ الزمانِ الرامييرمي القلوبَ بما بقى من بؤسهابسهامِ غدرِ الأقربينَ الضّامي (2)من كانَ يعلمُ أن أقربَ من أَنِسْـتُ من الخلائقِ خائنٌ لهيامي؟و أنا الذي أعطيتُهُ عِدَةَ الزمانِ بأنَّ أكونَ له الصديقَ الحاميو بأنْ أكونَ لهُ المُظِلَّ من اللظىأو من حَرورِ الوقتِ ظلَّ غمامِالناسُ في زمنِ المفاسدِ أصبحوافئةَ اللئامِ، و ليسَ غيرَ لئامِإكرامُ كلتا الفرقتين: كرامُهمو لئامهُمُ هو أكبرُ الآثامِو أنا بهذا الشأنِ أكثرهُمْ ذنوباً.. إنني أنا مُغْدِقُ الإكرامِو لربَّما هي وقفةٌ مني لكيْأرقى لمنزلةِ الجمالِ السامي
(1) موئِد: اسم مكان، و هو مكان الوأد
(2) الضامي : الظالم