
الى روح الشهيدة الطفلة إيمان الهمص

إيمان
إيمانُ الطّفلَهْ..صَرخَ الجنديُّ الأبلَهْالخائفُ حتّى ظلَّهْسقطتْ شنطتُها منْ يدِهاوقفتْ واثقةً كالفُلّهْفي الشنطةِ بضعُ دفاترَ..كُتبٌ ويَراعٌلم يكتبْ في دفترها إلاّ جُملهْ :أنا طفلهْتسكنُ في غزّه ْ المُحتلَّهْ…مَنْ منكُمْ لا يَعرفُ غزّهْ ؟!من منكم لا يعرفُ أنَّ الحرفَ الأوَّلَفي اللغةِ العربيّةِ لا يكتملُ بغيرِ الهَمزه..!؟من منكم لا يعرفُ تلكَ الطفلهْ؟مريولٌ أزرقُ فوقَ الركبةِ يتدلّىوقِوامٌ في هيئةِ أرزهْيدرُجُ فوقَ الرملِ بخِفّةِ ظبْيٍأو حَجَلهْ…مَنْ منكمْ لا يعرفُ أنَّ اللهَ تجَلّى في عينيها السوداوينِوألقى في جفنيها ظِلّهْ…؟!إيمانُ الطِفلهْسَقَطتْ شنطتُها منْ يَدِهاوقَفتْ هادئةً كالطلّهْقالتْ بسم اللهْوبرفّةِ عينٍ زَخَّ رَصاصُ القَتَلهْ…..سقَطتْ شنطتُها منْ يدِهاسَقَطت فوقَ الشنطةِ نحلهْطَبَعت فوقَ دفاترها قُبْلهْوأضافتْ في دَفترها جُملهْ :أنا طِفلهْقُتِلتْ فوقَ الشنطةِ فاحتَضَنَتهامن تلكَ اللحظةِ صارتْفي كُلِّ صباحٍ تولَدُ غزّهْفي شنطةِ طِفلٍ أو طِفلهْ..!إيمانُ الطِفلهْسَقطتْ فوقَ الشنطةِسربُ فَراشٍ حطَّ على عينيها الهادئتين الناعستينِيَلُمُّ كَواكِبَ وأَهِلَّهْوَيُتِمُّ الرحلهْ…إيمانُ الطِفلهْسَقَطتْ فوقَ الشنطةِ فاحتضَنتهافي الشنطةِ كُتُبٌ ودَفاترُ ويراعٌ لم يكتُبْ في دَفترهاإلاّ جُملهْ :في الشنطةِ ولِدت دَولهْإيمانُ الطِفلهْصارت أحلىصارتْ نَخلهْ
إيمان الهمص ..... قتلها جنود الإحتلال في طريقها الى المدرسة بتاريخ 5/10/2004