الأحد ١١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠٠٧
مرثية للرئيس الشهيد عرفات في ذكرى استشهادة
بقلم
ظِـــلّ غيبتــهِ
هذه المرثية للرئيس الشهيد ياسر عرفات لنشرها في ذكرى استشهادة 11/11/2007
لك أن تنامَ الآنَطال بك الرحيلُيا من أخذت الشعر من لغتيومن شفتيفحارت بعد موتك .. ما تقول ؟!لك أن تنام على رَخام الموتمثل قصيدة بيضاء تحت الشمسيا للشمسهل أحد يصدق أن ضوء الشمسيمكن أن يغيبهُ ويغلبهُ الأفولُفاجأتَنا يا سيّديفاجأت حتى الموتإنَّ الموت مندهشٌ لموتكَ مثلناقلقٌ ومرتبكٌ خجولُهو لا يصدق مثلنا يا سيديفكأنما أغلقتَ بابَ الموت بعدكلا تمتْ هتفَ الردىأرجوكَ لاإن متّ متُّ أناوموتُ الموتِ أمرٌ قبل موتكَ مستحيلُهيَ رحلةُ للاّ نهاية ربماأو ربما فجر على التابوتِ يولدُهل رأى التابوتُ قبلكَميتاً حياًيشيِّعنا إلى مثواهُ في الأبدية الزرقاءَكي نحياوتبدأ من جنازته تجدُّدَها الفصولُهي رحلة للاّ نهايةفي النهايةكم نبياً في نهايتهِ الهدىوكم ابتدا من ظلِّ غيبتهِ هدايتهُإمامٌ أو رسولُلكَ أن تنامَ لعلَّنا نصحووندركإن همّك همناوبأن دمّك دمناإن سالَ دمك قطرةًدمنا كشلالٍ يسيلُيا سيد الأنواء والأجواء والأضواءواللغةِ الجديدةِ في قواميس العواصفِكيف تتركنا على عهد الرياحِوتعتلي فرسَ الغيابِلعلَّهُ الإسراءُ؟! فارجعْمثلما عاد النبيُّودُلَّنا كيفَ السبيلُقدرُ الفلسطيني أن يُسريولكن ميتاًفاعلِنْ نبوءَتكَ الجديدةَ بينناواصعدْ لربكَيا قتيلُيكفيك أنَّكَ كُنتَناكوَّّنتَناورفعتَ قامتنا إلى بلحِ الثُّريّاألفُ نجمٍ ظلّ يحرسنا على كوفيةٍأقسَمتَ ألاّ تنحني للريحِ يوماًأو تميلُوكتبتنا في دفترِ التاريخِ فاتحةًلفصلِ البرقِكانَ البرقُ يولدُ من مسدَّسكَالدليل لبرقنامن ذا يدلُّ البرقَ بعدكَكيفَ تشتعلُ العواصفُ فوقَ سرجِ الريحِإنْ طفحتْ على الريحِ الخيولُقدرُ الفلسطيني أن يُسري قتيلاًبل شهيداًأو شهيداًأو شهيداًهكذا أعلنتَهاقد نِلتَهافاهدأْ قليلاً فالضريحُ مؤقتٌوالقدسُ تبعثُ حفنةً من تربة قدُسيّةٍمرَّ المسيحُ على ثراها حافيَ القدَمينِمستبقاً قيامتَهُ .. قيامتَهاوصلَّى فوقَ صخرَتِها الرسولُلكَ أن تنامَ الآنَمثل حمامةٍ بيضاءَ تسلمُ جانحيها للسكينةِفي احتفاءِ الموتِ بالصمتِ المباغتِربَّما تعبتْ حمامتناوأسقطتِ العواصفُ قصفةَ الزيتونِمن يدِهافعذَّبَهاوعذَّبَنا الهَديلُفلأيِّ أرضٍ تنتَمييا سيِّدَ الشهداءِ إنَّ الأرضَ بعدَكَ ثاكلٌمذ غبتَ غابَ السروُوالصفصافُ وانكسرَ النخيلُولأيِّ بحرٍ تنتَمييا سندبادَ الريحِ لمْ تعُدِ النَّوارِسُكلُّها للماءِكيفَ تركتَها في الريحِ تلهثُخلفَ ظلِّكَ في سرابِ الماءِبينَ البحرِ والصحراءمن سَيَدلّها يا سندبادَ الاهِثمَّة موجةٌ أخذتكَ للأبديةِالزرقاءفابتَعَدَ الدَّليلُ ..ولأيِّ أُفْقٍ تنتَمييا طائرَ العنقاءِ إنَّ الأُفْقَ ضاقَعلى رؤاكَوضاقَ ضاقَ عليكَضاقَ المستحيلُ !!لكَ أنْ تنامَوللرّحيلِ هُنا.. رحيلُ .. !