الأسماء - ديوان شعر - قسم 1
الكتـاب : الأسماء
المؤلف : شاهر خضرة
النوع الأدبي : شـعـر
التصميم الفني ورسم شارة السلسلة الشاعر منصف المزغنّي
رسمة الغلاف : الرسام التونسي عادل مقديشو
الإهداء :
إلى ماضي الأسماء الحاضر
فاتحة
للكاتب الكبير الناقد عز الدين المناصرة
شاهر الخضرة _ شاعر من سوريا الشقيقة ، يلفت انتباهنا بتعدديته الشعرية قصيدة العمود - قصيدة التفعيلة – قصيدة النثر – القصيدة اللهجية الشاميِّة (الشعر باللغة الدارجة) . يمتلكُ شفافية القسوة والحنان معاً ، مما يولِّد في نصوصه – مفارقات وإدهاشاً حميماً يقترب من القلب ، ولا ينقصه التركيز ولا الكثافة الشعرية ،
ويمزجُ بين لغة التفاصيل اليوميّة ولغة المطلق الصافية . وكأنَّ الشعر هو جمعٌ وذاتْ . . وفتنةُ المتناقضات .
مجموعة [ الأسماء ] وهي (( نصوصٌ مفتوحةٌ عابرةٌ للأنواع )) " قصائد نثر " توغلُ في درجاتٍ عالية من الشاعرية مع قليلٍ من السرديّة النثرية ، وهكذا تؤكِّد المجموعة أنَّ قصيدة النثر توغلُ في استقلاليتها .
نحنُ محكومون لسلطةِ ( الاسم ) إلى درجة الرموزيّة المتعالية ، حيثُ نتساءلُ أحياناً : هل نحن حقيقيّون أم مجرّد أسماء . شاهر خضرة يقرأ الأسماء من داخلها لِيُحَرِّكَ فينا كقرَّاء ــ معرفةً وجدانيَّةً تجعلنا نعشقُ زاويةً من زوايا شخصيّة الاسم .
بستان الأسماء التي اختار الحوار الشعري معها ــ مليءٌ بالوهج وفيه ماءٌ كثير وظلال تجعلنا نشعرُ بهذه الحميميّة .
شاهر الخضرة . . شاعرٌ ونصَّاصٌ رائع .
شاهر :مؤذٍ . . ويتيمٌلا يُغبَطُ ولا يُحْسَدُ ،استعدَى منذ نعومتهأقربَ من كان إلى قلبِهِضدَّه ،بلعبةٍ كان القصدُ منهاأن يبلوَ محبَّةَ الآخرينوهاهو الآنيلعبُ اللعبةَ نَفْسَها ،[ إنَّه تَطَوُّرٌ حَلَزونيّ ] .- بِاسْـمِهِ نبدأالله نورُ السماواتِ والأرض . .* * *الله :أحرفٌ شُدَّت إلى بعضِهابخيطانٍ دقيقةٍ ،أوَّلُها في يَدَيْ قلبي ،وآخرُها في اللانهاية .* * *الله :أحدٌ في السماء ،يُقَلِّده آلافُ الآلهةِ في الأرض .* * *الله :إذا لم يكن لديهِ جَحيمٌفي السماء ،فأينَ يذهبُ التعساءُ بعد الموت ؟ .* * *( إن الله لا يَغفرُ أن يُشْرَكَ به )في السماءِ . . ؟أمْ في الأرض ؟ .* * *دمشقدمشق :شبَّاكٌ يُفتَحُ في غيابِ الرقيبويُغْلَقُ إذا حضر ،إذا لم يَمُتْلن تُحَلَّ المُعضِلَة .* * *دمشق :تعبتِ الجدرانُ من اجتماعاتِ الهواء ،واسَّاقطَ الظلامُعلى القناديلِ التي تَعَضُّذُبالَهاكما يَعَضُّ المُحتَضَرُ لسانَهآهِ يا دمشق !نطلبُ مزيداً من النوافذِ ،فتكثرينَ الشبابيك ،ها نحنُ نحلِبُ ضروعَ الشمسِ ،ولا نمتلِكُها حتى الرحمسوى بالاحتلام .* * *دمشق : رائحةُ فمٍكريهةٌتُلَوِّثُ أنْفاسناأكثر من دخان كل السيَّارات .* * *دمشق :كانت شوارعُها تُشْعرُنيبالحنين إلى حمارتِناكلَّما أرهقتْني الطرقات .* * *دمشق ! .( جامعُ زيد )ربما لرثاثةِ ملابسيلم يأبَهْ بنَصاعةِ قلبي ،و( جامعُ السروجيّة )منزَلقٌإلى حدِّ تمجيدها .* * *دمشق ! .أريد أن أكون .أحضرتُ صورةَ شيخِ جامعِ زيد ،وصورةَ شيخِ جامعِ السروجيّة ،قصّصت رأسَ صورةِ الأوَّل ،ورأسَ صورةِ الثاني ،وألصقتُ كلَّاً مكان الآخر ،وعلَّقْتُهما على أعماقيفكنتُ .* * *دمشق ! .خالد بكداش :لم يَدَعْنِي أقبِّل يدَه البتَّةونهَرَنِي حينَ أَحْـنَيْتُله رأسيقائلاً : ( الله في السماء )آه كم الفرق يا سيدي الشيخ .* * *دمشق ! .أنا بكداشيٌّ حتى الكَفاف ،حتى التسوُّل ،لكنني في الأوَّلِ من أيَّار ،فضَّلتُ الانخراطَ في حلقةِ الذِكْر ،وعندما أخذني الحال ،صحتُ بأعلى صوتي ،يا عمَّالَ العالم ! . . صلُّوا عالحبيب* * *دمشق :ليستْ جَمَلاً يُقادُ من منخريه_ رغم رغائه _إلى الصحراء .* * *دمشق ! .من أفتى لكِ بالصلاةِتيمُّمَاًوبردى يسُحَّ بين إليتيكِ ! ! ! ؟ .* * *دمشق ! .في ( بابِ كَيْسان )ضاق الأفقُ ، وأصبحت المشانقُقابَ حبلينِ أو أدنى ،صوتُ ( غيلان )متقطِّعٌ ،والطيرُ تأكلُ من رأسهوأنا أحلُمُ أن " أسقي ربِّي خمراً " ؟ .- بردىبردى :لكثرةِ ما مسحَ زبدَ الأشواقجفَّ مِنْديلُهُ على أفواهِ الموتى .* * *بردى !ليست المُعجِزةُ أن تمتلِئَملاعقُكَ بالدمالمعجزةُ أن تمتلِئَ بالماء !* * *بردى !طلَتِ الأنهارُ جدرانَها بالأخضرِمُذْ علموا أنَّ الأشجارَ الجريحةَتجرُّك من رجليكَإلى غرفةِ الإنعاش .* * *بردى !هكذا تموتُ الملائكة ؛تلعقُ طينَهَا الأخضرَوَتَسْوَدُّ كالكارِثة ،ولحظة مفارقةِ الماءِ النهر ،يقتلُ نفسَهُ بالحداد ،ويتكَفَّنُ بحزنِ أبيضطويلِ الساقين كالغُرنوق .* * *بردى :جنازةٌ بين بيتِها والقبرسنواتٌ طويلةٌ من الغائبينسنواتٌ . . فَمُها من الكبريت ،وأسنانُها من الجراد ،وشارِبو الخمرِيلوذون بأصحابِ الأذرع القطيفيّة ،واللحى النافذة ،ليتَقَيَّأوا حزنَهم على قتيلهم ،ويحثِّونهم على الإسراعِإلى صُفْرَةِ الجبَّانة .* * *بردى !أيُّها المدمَّى وسطَ هذاالحشد من خناجر الجفاف الحادّةإنَّ دمَ سوريَّة كلّهالن يُعوِّضَ دمَكَ المسفوكفاختلجْ أو لا تختلِجْلقد أقمنا دعوةً لتبديلِ اسمك .* * *بردى !ما كان بإمكاننا أن نمنعَ القابلةمن سحبِ الجنين وقتْلهِخارجَ الماء .* * *بردى !البارودُ الموقوتُ في قلوبناأندعو الأعمى لينزعَ الفتيل ؟ ._ فلسطين :العينُ التي تتزاحمالجفونُ لتستأثرَبالإغماضِ على إنسانها .* * *فلسطين : غرفةٌ في دارناكما يقولُ ( والدنا ) ،فتحَ لها باباً مستقلاًعلى شارعٍ خلفيّأخونا( المغفور لهُ ) .* * *محمد الدرّة :ضحيَّةٌ جدّ عاديّةلمن تدرَّبَ على لعقِ الحقدفي كبوتسات التلمود ..ناجي العلي :الصورة التي في ذاكرتهِتشبه صورة محمد الدرّة ،مع فارقٍ بسيطمنعوا نشر الأولىوسمحوا بنشر الثانية . !* * *سِر علماني :نحبُّ أن يُستَشْهَدَكلُّ الملتحين في الصراعحتى إذا تحقَّقَ النصرلا يحكمنا منهم أحد ،فنُّ السياسةِ أن نفيدَ من( حركةِ ) دمائهم ،ونلفَّ ( سكونَهُم ) بأكفانهمإذا رفضوا الموت ._ الأردنالأردن :نهرٌ يحملُ الدمَفي راحتيهوينضحُ به وجهَ هذه الأمّة .* * *الأردن :ثقبٌ في مرآةِ الشام ،ولجتُ فيه إلى أعماق النور ،لكنني من خلالهِيرتدُّ إليَّ البصرُ وهو مديد .