السبت ٣١ أيار (مايو) ٢٠٠٨
بقلم حسام الدين خلاصي

الإبرة

أضحى صباحا ً كتفاحة خضراء غير ناضجة
وتحت الشمس مضى
مضى منذ الخيط الأبيض
في كل الاتجاهات...
باحثاً عن إبرة
في كومة القش
فغاص غير مبال
فالسباحة في القش لا تغرق
هي مهمة للإنجاز
البحث عن إبرة في كومة القش
سهلة صعبة هي المهمة
يبحث ثم يبحث
يتعب ثم يتعب
يعرق ثم يعرق
والبحث جار ٍ
مازال البحث عن الإبرة جار ٍ
أصابعه تتلمس كل قشة
أفكاره تنحصر في القشة
الأمل معقود على الإبرة
الجوع يدفعه
الألم يدفعه
الأولاد والزوجة في المنزل
هي الإبرة
طامعاً في الجائزة الكبرى
يغوص مع خلانه
يغوص مع الكل
للبحث عن الإبرة
يا حظه يا سعده
إن هو وجد الإبرة
فالجائزة تنتظر
والزوجة تنتظر
والحياة تنتظر
قبل اليأس
قرر الغوص في القش ... لآخر مرة
إصبعه تنزف لقد وخزتها الإبرة
قد وجد الإبرة
صاح وجدت الإبرة
ملكت الإبرة
وتحول بعد التعب لتفاحة صفراء
خرج من القش
مملوء الرأس بالقش بالقش
ها قد وجدت الإبرة
باحثاً بعيونه على منصة التتويج
وقف منتصراً
ومده يده لقنص الجائزة
متذكراً زوجته
أولاده
كل الخاسرين قبله
فقد وجد الإبرة
هاهي الجائزة تأتي
الجائزة
إبرة

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء او المديرات.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى