الأربعاء ١٦ أيار (مايو) ٢٠٠٧
الى عزمي بشاره
بقلم إدمون شحاده

البسْ رداءكَ زاهياً

جهِّز رَحيلَكَ في الخريفِ
كما الطيورُ من الصقيعِ إلى الصقيعْ
منْ غيرِ حزنٍ أو سرورْ
البردُ آتٍ لا محالة
والروافدُ تعتلي صهواتها
قبلَ اشتعالِ الثلجِ في النهرِ
المضَمَّخِ بالتوابلَ والزهورْ
ها أنت ذا بشرٌ يداعبُ
ذاكراتِ الموتِ والقهرِ النبيلِ
وقارئاتِ الكفِّ في كلِّ العصورْ
 
ما الأمرُ يا ابنَ شقائقِ النعمانِ
يا ابنَ مليحةِ الخدين.. قُلْ؟
ما ذا دهاكَ وقدْ بَعُدْتَ عنِ المحنْ؟
ما الوقتُ ما الأحزانُ
ما الفرحُ المكللُ بالذهولِ
وما طريقُ الجلجلهْ؟
بَعُدَ الزَمنْ
قَرُبَ الزَمنْ.
 
إلبسْ رداءَكَ زاهياً
وافخرْ بدربِكَ في حقولِ
الشوكِ والعنابْ
حَدِّدْ في مساربِكَ الكواكبَ والشموسْ
هيا اقتربْ أو فابتعدْ
سيانَ صوتُكَ والصدى
متجانسانِ ومفعمانِ
بعبقِ رائحةِ الوطنْ
 
ما قصةُ الحبِّ المحرَّمِ لا المباحِ؟
على حدودِ جدارِ رسمِ الخارطات؟
أو قصةُ الحبِ المباحْ
بالليلِ ما قبلَ الصباحْ
كالياسمينِ كزنبقاتِ الروضِ
كالوردِ المكَللِ بالنَسيمِ وبالندى؟
 
القلبُ يخفقُ كلما اشتدَّتْ
مع الاشواقِ راياتُ النَجاحْ
والوجهُ يًشرقُ كلما
احمرتْ سُيوفُ الوَجْدِ
واحترقتْ صُدورً العاشقينَ
على حدودِ مشاعلِ النيرانِ
وارتفعَتْ مع الآلامِ آلافُ الرِياحْ
ها أنتَ تقتلُ وقتَكَ المقتولَ
تبحثُ عن طريقٍ ناصعٍ نحو الجَبلْ
ها أنتَ تحملُ روحَكَ المسلوبةِ اللحظاتِ
بين يديْكَ لا تخْشى عليها
من رياحٍ ساخناتٍ حارِقاتٍ
 
الكأسُ, هذي الكاسُ فيها
ربما سمٌ زعافْ
هلْ تَشْربُ الكأسَ المليئةَ
أمْ تريقُ عصيرَكَ المجبولَ باللعناتِ
أم تَرنو إليهِ لتبعدَ الكأساتِ عَنْكَ
لكي تنيرَ لَك الطريقْ؟
 
ولقدْ دَخَلتَ بغابةٍ
فيها الفروعُ تشابكتْ
فيها الطيورُ تَحاورتْ
فيها الثعالبُ والأفاعي والذئابْ
هذا هو القانونْ
قانونُ أهلِ الغابْ
 
ما الوقتُ حين يصيرُ مِلْكاً
للفضاءاتِ البعيدةِ والقريبةِ
والدخانُ يضيءُ وجهَكَ
والمرايا تحتويهْ؟
هو وجهُكَ المعروقُ
منْ سِحرِ الزمنْ
فيهِ تعاريجُ الألمْ
فيهِ خيوطُ النارِ تأكلُ
من ثناياكَ الكثيرَ ومن دمائِكَ
ما يروقُ لحارِسِ البابِ المُقَدَّسِ
كيْ يزيلَ ظلالَكَ الخضراءَ
من كلِ المعابدِ والمسارحِ
من ملاعبِ رقْصهمْ
الشامتينَ الراغبينَ
يذبحِ كلِّ مليحةٍ عَشِقَتْ نواياكَ
المليئةَ بالتفاؤلِ والتغزلِ والحنينْ
 
لم تَلتَفِتْ أو تُلقِ بالاً
نحوَ شمسٍ أشرَقَتْ ثمَّ اختَفَتْ
كسفائِنَ القرصانِ في عرضِ البحارْ
فاحملْ صليبَكَ بالعزيمةِ
واحتمِلْ ألمَ المسامير
التي في الصدرِ والكتفينِ
والقلب الذي حمَلَ الأماني
والأمانةَ والنهارْ

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى