الأحد ١١ تشرين الثاني (نوفمبر) ٢٠١٢
بقلم
العمر والزمن
لم أعد أقدر أن أعبر هذا النهر َأو هذي المياهلم تعد عندي القوىوالتي كانت وذابت كالضبابفي دهاليز السفرفأنا مثل خيالات الفتىالذي كان فتىعند هذا الشاطئ المجبول في سحر الحياةمن سرور وعذابرغبتي أعبره ُ ..لهفتي أنتقل الآن َ ولكن!لا صدى في جعبتيأو جوابكنت أصطاد ُ مع الأمواج ِفي بحر الحياةبشباكي الناصعات المدهشةكلمات ٍ لؤلؤيةومعان ٍ قرمزيةكنت من أعماق نهرالعمر ِِمن منبعه الصفصاف ِأجلو كل معنى في طريق الأبجديةوأنا أغترف الأفكار والآراءَأستجلي الغديرْومع الأيام لا زقزقة ُ العصفور تأتينيولا صوت الخريركنت في البستان ما بين الزهور المنعشةأنتقي أجمـَلها ..أرسم الألوان في عيني َّنورا لا يزولأنتشي من عطرهاتملأ ُالأرجاءَ زهوا ً وبهاءأقطف الحسن نقيا ً صافيا ًدون لغو ٍ أو رياءمن ثغور الفاتناتقـُبلا ً بعد عناق ٍ ملتهبوأضم اللهفة المشتعلةبابتهاج ٍ وانتشاءوأناجي كل وجه ٍ مشرق ٍخلف أمواج الضباببنقاء ٍ وإباءكنت والأيام تجريوأنا أجري مع الأحداث دوما ًخلف أهلي دون ضعف ٍ أو كللخلف آهات الشعوبومع العدل مع الحق أسافرفي البوادي والشعابومن الظلمة دوما ً لا أهابفي الدروب َ الشائكةوالسياط َالحارقةلا ولا أخشى العذابكنت .. لكني تعبت وضعفتفي مهب الريح ِفي بحر الزمانقاربا ً في موج بحر المستحيلمزَّق الدهرُ شراعـَهوالليالي غدرتنيسحبت من تحت رجلي َّبساط القدراتكيف لي أن أعبر النهر إذا ؟وأنا قد ضاعت الأيام مني ؟فأضاعت لذة َالدنيا وأيام الشبابغير أني سأتابعوسأعطي كل َّ ما عنديإلى آخر شوط ٍ في حياتيعندها يحلو الذهاب.