الخميس ١ كانون الأول (ديسمبر) ٢٠١١
بقلم إدمون شحاده

العابد الآتي من المستحيل

على بعد ثلاثين مرحلة من دروب الجلجلة
عند قمم التلاحم والسمو
وجرعتين من مياه الأردن
ومثلهما من مياه نهر السين
متنقلا ًبينهما كعاشق اللازورد
وحسناوات الفرنجة
لم يزل واقفا ً
عملاقا ً يحاور النجوم
متكئا ًعلى لوعة يوليسيس وتصميمه
في بحار بلّورية الظلال
يقود سفنه البنفسجبة
عبر أبراج من أمواج الصخب والمداهمات
عابرا ً كل البحار السبعة
بحنكة السندباد
وتأملاته الآتية من وراء الأفق
بالفضة والذهب الإبريز
يقايض المنجزات والسهول والرياح
" حاملا ً روحه على كفه "
سينال ما يبتغيه وما يسعى له
 
الأثمان أغلى مما يتصور
والنبوءآت تعانده بأنبيائها الكذبة
المنتشرين بمنعطفات المسالك المتوترة
بسيوفهم وحرابهم المطرزة
ومكعبات الإسفنج تنز بما تحتويه
من منابع القطران والنفط
وهناك صاحب القبعة العنكبوتية
الملونة بصور الهنود
ذوي الريش اللماعة
الذين ضحوا بخيولهم البرية
ونسائهم المشتهاة
والذين سيق بهم
إلى الصحاري والصخورالكبيرة
" حيث لا حزن ولا بكاء ولا ألم "
يصارعه هذا المدجج بالدجل المتجدد
كلما أحس أنه قاب قوسين من طوق النجاة
لكنه سينال ما يبتغيه وما يسعى إليه
 
رغم الكتب والأسفار المدونة بحبر مزيف
لتبعده عن معشوقته التي لن تزول
لكن حبه لزنوبيا أقوى من كل التزاماته
بقوة عصير الزيتون الجبلي
وقوة الصبار الآتي من الصحاري اللامتناهية
فالهواء والمياه والظلال
تتمسك به ويتمسك بها
إلى أن ينال ما يسعى إليه

أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى