بر الوالدين
بالوالدينِ أُمِرْتَ إحسانا
يا عاصياً لهما إذا لانا
لا يستوي الإيمانُ دونهما
فإذا عصيتَ نقصْتَ إيمانا
صاحبهما حباً و مرحمة
بادِلْهما العِرفانَ عِرفانا
فهما لجرحِ الدّهرِ بلسمُهُ
و هما غيومُ العَطفِ تغشانا
و انثرْ من الطاعات ملتمساً
في الدّربِ مَكرُمَةً و قُربانا
ما أجملَ الأيام بينهما
جعلا جحيمَ العيشِ رِضوانا
تبقى حقوقُهُما بذمتِنا
دَيْناً يرد بخير ما كانا
هذي المبادئ سَنَّها رَجُلٌ
لم يلقَ مِنْ أبويه طُغيانا
لو أنَّهُ قد ذاقَ ظُلمَهُما
أيبادلُ الظُّلامَ إحسانا
لا حَقَّ للأبناءِ في زَمَنٍ
لهما يبثُّ الحظَّ مجانا
نَقَشَتْ تقاليدُ البِلى لهما
في عُملةِ الإسلامِ تقوانا
بِرّاً على وجْهٍ و إن قُلِبَتْ
لوجدتَ بِرّاً شِيْدَ بُنيانا
ما حُكْمُ من أودى ابنه تعباً
خلف المنى ليبيتَ حيرانا
و اقتصَّ مِنْ أطرافِهِ و بَرى
عُكَّازَهُ و اختالَ جَذلانا
و كأنَّ أقوالَ الورى كُتِبَتْ
في شَرْعِهِمْ ذِكْراً و قُرآنا
و تلا من القُرآنِ صالحَهُ
و تَدَبَّر الآياتِ إيمانا
و إذا أتَتْ في الذِّكرِ نُصْرَتُنا
يتغمدُ النسيانُ ذِكرانا
خَلِّدْ أزيزَ الظلمِ صوتَهما
بنفوسِنا خوفاً و إذعانا
ما ذنْبُنا في الليلِ يصفعُنا
بَرْدٌ و جوعُ الروحِ أدمانا
ما حُكْمُ من أرْدَتْ وليدَتها
كقمامةٍ ظُلماً و بُهتانا
و كأنّها تَفَلتْ , و ليسَ ترى
في تفلها ذنباً و عِصيانا
زَوِّرْ زمانَ الشؤمِ شأنَهما
معسولَ قولٍ زانَ جدرانا
لوحاتِ بِرٍّ عُلّقتْ سُوَرَاً
صِيغَتْ و باسمِ الحقِّ سُلطانا
لا جَنّةً تحتَ النّعالِ و لا
إنْ أُغضِبا أغضبتَ مولانا
لا الصّفحُ ينفعُ خلفَ أفئدةٍ
سترى النّفاقَ ارتَدَّ خَسرانا
بالوالدينِ أُمِرْتَ إحسانا
يا مَنْ وُلِدْتَ مِنَ الزّنا الآنا