الأربعاء ٢٧ آذار (مارس) ٢٠٢٤
بقلم أنس الحجار

الشاعر

لا دينَ في شعرِهِ لكنّهُ اعتَنَقَهْ
يهيمُ في كلِّ وادٍ تابعًا شَبَقَهْ
وتَقْتَفيهِ مَعَ الغاوينَ فاتِنَةٌ
مِنَ الرّزايا وهَمٌّ آثِمٌ لَحِقَهْ
مُسافِرٌ زادُهُ فكرٌ ومَحبَرَةٌ
وفي بحورِ القوافي يشتهي غَرَقَهْ
يبدو سعيدًا كأنّ الحزنَ أنكرَهُ
فهل يخبئ في أوراقِهِ حُرَقَهْ؟
يُدَندِنُ الليلُ في نَجْواهُ أغنية
فاعتادَ نغمتَها مستعذبا أرَقَهْ
وَيَعْبَثُ العَتمُ في قاموسِ لهفتِهِ
حتّى يُبَدِّدَ في فجرِ الرّؤى ألَقَهْ
وكُلّما سالَ من شُبّاكِ دهشَتِهِ
مَجَازُهُ، جاءَ يأسٌ غامِضٌ سَرَقَهْ
تَذَوَّقَ الظّلمَ بعدَ الظّلمِ مِنْ وَطَنٍ
وَرَغْمَ ما سَامَهُ مِنْ قَسْوَةٍ عَشِقَهْ
مُذْ راغَ ضربًا على طاغوتِ مِحنَتِهِ
ألقاهُ في النّارِ ظنًّا أنّهُ حَرَقَهْ
لكنَّ معناهُ سِرٌّ صامِتٌ فإذا
تَلَعْثَمَ الضّوءُ فيه، شِعْرُهُ نَطَقَهْ
وبعدَ أنْ يلدَ الأبياتَ تُخْبِرُهُ
بأنّهُ كانَ في أحشائها عَلَقَةْ
كأنّهُ بلبلٌ غنّى مواجِعَهُ
فردّدَ الصّبحُ: سُبحانَ الذي خلقَهْ


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى