همزات الوصال
عتّقْتُ نبضيَ في دِنانِ وفائي
وكَتَمْتُ إحساسي ولونَ بُكائي
فَصَدى حُروفيَ بالصّدودِ يعودُ لي
كَوَّنْتُ مملكةً من الأصداءِ
حَطَّمْتُ حَنْجَرَتي وبَوحَ أصابِعي
أبْدَلتُ بالإصباحِ لونَ مسائي
حتّى استفاقَ الشِّعرُ في محرابِها
وخُشوعُ بوحيَ لمَّ لي أشلائي
ما عاشَ صمتٌ والشّعورُ يَلوكُنا
يفنى هُدوءُ البحرِ في الأنواءِ
عَبَثَتْ بِكُنْهيَ فاحتَرَقْتُ بنارِها
وتَسَلّلتْ حتّى إلى صَحرائي
واستَعْمَرَتْ أنّاتِ روحِيَ واعتَلَتْ
قِمَمي وحَطّتْ فوقَ غُصْنِ عَنائي
هِيَ نورُ فَجْرٍ يَسْتَحي مِنْ عَتْمَةٍ
هِيَ عَتْمَةٌ ذابَتْ بأُفْقِ ضِياءِ
تُهدي ابتِسامتَها بِسِحْرِ بُرودِها
وتَبُثُّ بعضَ الوصلِ بالإيماءِ
جُوعُ المشاعرِ لنْ يزولَ ببسمةٍ
لنْ يرويَ الظمآنَ صوتُ الماءِ
يا حُلوتي إنّي ارتَكَبْتُ حماقةً
أنّي عَشِقْتُكِ والزّمانُ ورائي
وَجَعي غبائي في الغَرامِ لعلّهُ
بعضُ الغباءِ يليقُ بالشّعراءِ
أنا صَرخةٌ خرساءُ في شِعْرٍ بَكَى
أدعو بأنْ لا يُسْتَجابَ دُعائي
أنا مارِدُ العشاقِ أسْكُنُ قُمْقُماً
أرجو البقاءَ وَكَمْ كَرِهتُ بَقائي
إنّي احتراقُ الشعْرِ خلفَ قصائدٍ
قيلتْ بكُلِّ مليحةٍ هيفاءِ
إنّي أُحِبُّكِ رَغمَ كُلّ تناقضي
طفلا أُتَرْجِمُ رَغْبَتي بِبُكائي
فَلتَعْلَمي أنّي بِعِشْقِكِ مُثقَلٌ
قد هامَ بي وَهْمي وَشَقَّ شَقائي
إنْ شئتِ هَجْراً أو وِصَالاً إنَّني
في الحالتَينِ بَلَغْتُ فيكِ فَنَائي