السبت ٢٢ أيار (مايو) ٢٠١٠
بقلم حنان فاروق

بلا قدمين

كانت تمشي على الشاطيء بقدميها الحافيتين الدماء تقطر من كعبيها، لكنها لا تنحني...

يتقلص وجهها بعض الشيء ثم يعود لطبيعته...قالوا لها لا بد أن تعبري البحر للشاطيء الآخر لكنها لم تهتم.

احتلها يقين ما أن هناك طريق للوصول للشاطيء الآخر غير الأمواج. كانت المياه تغسل دمها من فوق صخور الشاطىء وتنقلها إلى هناك دون أن تشعر ..استمرت في السير دون توقف

وعندما خارت قواها..تهاوت...وقعت على الأرض...كانوا يمرون بها دون أن يلتفتوا...لم يسألها أحد من هي..ولا ماذا تريد...مدت يدها تستنجد بهم دون جدوى...عندما أقبل الليل..سمعت صوتها...سمعتها تناديها من بين الأمواج....اعتدلت في جلستها...رأتها تخرج من البحر..ظنت أنها عروسه فابتسمت..تعجبت.....جسدها كان بلا ذيل وبلا أقدام...وجناحاها مجدافان يصفعان الأمواج من حولها.

وصلت إليها ...جلست بجانبها..قبلت كفيها الصغيرين وعرضت عليها أن تحملها إلى الشاطيء الآخر لكنها رفضت..فهي تخاف البحر..فكرت سيدة الماء قليلاً...ثم خلعت جناحيها ..ثبتتهما فوق ظهر الصبية..خافت..أخبرتها أنها لا تستطيع أن تطير...ابتسمت لها..حملتها وأشارت إلى الجناحين فتحركا....بدأت الفتاة ترتفع... وترتفع...علا صوت ضحكاتها وهي تتجه إلى الشاطىء الآخر...في الصباح...وجدت جثة سيدة بلا قدمين ملقاة على الشاطيء لم يتعرف عليها أحد


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى