تغيرت البلاد
للناسِ "أردنّهم"؛ ولي "أُردنّي"؛
تغيرت البلادُ على فتاها
فلا تدري البدايةُ منتهاها
كهاجرةٍ حبيباً دون ذنبٍ
ولا يجدُ السبيلَ إلى رضاها
يعافُ من المدائنِ كلَّ حُسنٍ
كأن اللهَ لم يخلق سواها
يهيمُ بحبها إن غابَ عنها
ويأخذهُ الحنينُ إلى لقاها
يعيشُ بها اغتراباً سرمدياً
وللأوجاع قد كانت دواها!
فراتٌ ماؤها قد كانَ عذباً
وعطشى الآن إذ قد جَفَّ ماها
وتِبرٌ أرضهُا، ما كلُ أرضٍ
يراها المرءُ تِبراً إذ يراها
لقد تعبت وجوهُ الناسِ حتى
علاها من شحوبٍ ما علاها
فسادٌ ينخرُ الأعماق فيها
ونارٌ يصطلي بلدي لظاها
أخافُ من الحقيقةِ لستُ أدري
أحقاً ما دهاني أو دهاها
أيمضي العمرُ والأيامُ تمضي
ونفسي لا تُعانقُ مبتغاها
ويقتحمُ الرحيلُ جدارَ وقتي
دعائي لا يُجابُ ولا دعاها
فرفقاً بالمسافرِ حين يأتي
وحيداً طالباً أرضاً هواها
لهُ في آخرِ الدنيا رجوعٌ
لأرضكِ كي يُوارى في ثراها