الأحد ١ كانون الثاني (يناير) ٢٠٠٦
بقلم مها أبو عين

تنكيل من أجل التمكين!

تشغل قضايا التمكين السياسي للمرأة العربية الآن حيّزا كبيرًا في مختلف الدول العربية وبكافة المستويات الشعبية والرسمية. وآخر ما حضرت من ندوات خاصة بهذا الموضوع ورشة عمل عقدتها منظمة المرأة العربية في القاهرة بحضور خبراء عرب مثلوا 12 دولة عضو في المنظمة من أصل 14. نسبة عظمى للانتماء والحرص على أهمية المشاركة السياسية للمرأة وبديهية عالية في تقبّل الدعوة خاصة في ظل الظروف السياسية التي تعيشها منطقة الشرق الأوسط بوجه عام والمرأة العربية بشكل خاص. فهذا هو المنطقي المتوقع للنهوض بدور ومكانة حواء.

جميل جدًا ما توّصل إليه الخبراء والخبيرات من اتفاق حول مفهوم التمكين السياسي وخلصوا إلى أنه العمل على توفير الظروف والعوامل المناسبة لدعم المرأة في كافة مجالات الحياةانطلاقًا من أن كلمة (تمكين) أصلها في القاموس العربي – مكَّن – يمَّكن ومكَّنه من الشئ أي قوّى من شأنه.

حوار رائع جمع عدة أقطار عربية هدفه المصلحة العامة للمرأة نحتاجه في كل لحظة وليس لمناسبة أو ندوة!!
ما أدهشني حقًا وعبر تبادل الحديث مع عدد من الخبراء المشاركين إجماعهم على أن العائق الأساسي الذي يقف وراء تقدم المرأة سياسيًا يتمثل بالعادات والتقاليد العربية السائدة وما يصاحبها من موروث ثقافي حول مكانة المرأة وما يتطلب ذلك من توعية لحقوق وواجبات المرأة.

أردت أن أفيض في تفاصيل القضاء على الموروث الثقافي ونظرة المجتمع للمرأة بعين من الذكورية المتسلطة، لم أستطيع حيث جمعت إفادات متشابهة جدًا من الحضور لا تتعدى سطرين لخصت هشاشة دور المرأة سياسيًا بالأسرة والتربية العربية التي ينقصها الوعي.
هل العمل على إطاحة نظام حكم الأسرة العربية والتنكيل به يكفي لبلوغ هذا الهدف السامي أم يلزمنا نوع آخر جديد من التهذيب والتقويم الذي سيخدم شأن المرأة؟؟

بالتأكيد لا حيث لا بد من التنكيل أولاً بذاتنا كأفراد وثانيًا كنساء.

قبل أن نطالب الأسرة أو المجتمع بأي تغيير ودون أن نقحم عاداتنا وتقاليدنا بذنب أو مسؤولية
علينا تنقية نفوسنا من كل الأتربة العالقة بها وتطهيرها من كل فساد لنصل إلى القمة، علينا بالتعاضد والتكاتف لصالح المجتمع، لنضرب بعرض الحائط كافة الموازين التي لا تحول دون تحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية.

وبالنسبة لنساء الوطن العربي، عليهن جميعًا نبذ الغيرة والنرجسية وحفظ ما تبقى لهن من كرامة وصورة جميلة شوهها الاعلام العربي والسبب المرأة التي سمحت بذلك.

إذن، لا ألوم هؤلاء الخبراء فيما جمعته من نتائج وإنما أعاتب وأنكل بحواء والأنا العربية.


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى