ألهَوَى البرّاقُ والخَدّاعُ في ،
هذهِ الأيّامِ
يا منْ تدّعينَ الحُبَّ لي
ما أكثرَهْ !!
تَسْقِينَ منه حنظلاً
وأظنُّ أني
أحتسي بالوهمِ منهُ كوثرَهْ
قد كنتُ طفلاً غافلاً ،
والطّفلُ يغفو إن رأى
صوتَ التهاليلِ الشَّجِيَّةِ دَثّرَهْ
والمهرُ في الأرضِ الخَبَارِ إذا جَرَى
ثارَ الغبارُ وخانَهُ
لينُ الخَبَارِ فأعْثَرَهْ !!
وأفقتُ من حُلْمي فإذْ بكِ
تنثرينَ الملحَ في جُرحي العميقِ
وموقِ مدمعيَ السّخينِ
وإنّما ،
ملحُ الجروحِ كما اللظَى
وسواكِ ماكانَتْ ولو بالجهلِ
في جرحي العميقِ لِتَنْثُرَهْ
وَحَمَلْتُ جرحي صابراً
ونظمتُ في عينيكِ ،
في شفتيكِ ،
في خَدّيكِ ،
شِعْراً لؤلؤاً ،
وسواكِ في وَحْلِ الحظيرةِ لم تَكُنْ
لِتُبَعْثرَهْ ؟!
وظننتُ أني حينَ أُوثِرُ
حسنَكِ الفتّانَ
بالشِّعرِ الذي قد قلتُهُ
من فجرِ قولي الشِّعْرَ حتى عصرِه
قد رُحْتُ أصنعُ مَأثرَه
فإذا بما بكَ من غرورٍ
بينَ جيشِ المعجبينَ
وكلّهم متملِّقونَ لسحرِكِ الفتّانِ
لم تتورّعي
من أنْ تقولي في الذي
قد قلتُ فيكِ من القصائدِ
في الجرائدِ ،
والدفاترِ ،
والمحاضرِ ،
والذي أنشدتُهُ فوقَ المنابرِ
ثرثره !
قولي : تسابيحي ،
تواشيحي ،
تناويحي ،
تباريحي ،
وكل ّما غنّيتهُ سِرّاً وجهراً
فيكِ يا بنتَ الأكابرِ !
معْ عصافيرِ البيادرِ ،
والقنابرِ في الضحى ،
ومع اليمامِ بِبَرِّه ،
ومع الحمامِ بِبِرِّه ،
ما كان إلاّ ثرثره !
فإنا لعلمِكِ بعدَ هذا اليومِ لا ،
لنْ تخدعيني ،
فالهوى الكَذّابُ والخَدّاعُ في
هذهِ الأيامِ يا من تَدَّعينَ
الحُبَّ لي
ما أكثرَه !!