السبت ٢٦ تموز (يوليو) ٢٠١٤
بقلم
ثلاثيةُ.. أطفالُ غزّة..
(1)
(أطفالُ غزَّةَ..)قتلوكَ.. ما قتلوا إباءكَ.. إنّما قتلوا الجسدغَصَبُوكَ.. ما غَصَبُوا صُرَاخَكَ.. إنّما غَصَبُوا البلدأقوَى مِنَ النابالِ حقّكَ.. فاسْتعدْ!أقوَى مِنَ الأشْرارِ صدقُكَ.. وَالبراءةُ والمددهُمْ يَقتلونَ الأبْرياءَ.. أهلَ المَدارسِ وَالنساءهُمْ يَهْدِمونَ المَشفياتِ وَالمَدارسَ وَالمنازلَ وَالخباءمِنْ قَبلكمْ قتلُوا المَسيخَ.. وَكَمْ أهَانوا الأنبياءقَتَلوا الحَياةَ عَلى الثّرى.. وَقبْلَها قِيَمَ السّماءالشّرُّ يَرجعُ لِلصِدورِ.. وَالموتُ مِنْ ثمرِ الرّياءيَا أيّها الأطفالُ.. يَا أبْهى البَهاءيَا أيّها الأطفالُ.. يَا أرْقى صُنوفِ الشّهداءفُزْتُمْ عَلى الدّنيا.. فَطُوبَاكم سَماء!..اليَومَ تُختبَرُ المَبادئُ كلّها.. وَتعودُ بِالحقّ الدّماءاليومَ تَهتزّ الكراسي وَالمَزاعمُ ويَبينُ السّغهاءاليومَ هَذا اليومَ وقتٌ لِلنقاءوقتُ التذكّرِ والتفكّرِ وامتحانِ الأصدقاءصبرا وشاتيلا ورام الله وغزّة.. أو سيناءدايان أو بيغن أو شامير أو ناثان ماكنة العداءهُمْ يَقتلونَ وَيَهْدِمُونَ وَيَغصبونَ.. وَدَاؤهم أعْيَى الدّواءلا يُنتجُ الشّريرُ غيرَ المَوتِ.. فَاحتملوا البلاءالله أكبرُ وَحْدَهُ.. وَلا عَزاءاليومَ تَنقلبُ المُعَادلةُ.. وَتفضحُ الجَاني يَداهحَتامَ وَالانسانُ في أرضِهِ لا يَهْنا بِجَاهحَتّامَ وَالتجّارُ بَاعوا كلّ شيءٍ.. وَاشترُوا ذلَّ الجباهدُوَلٌ وَأسْلِحةٌ وَإعْلامٌ.. لِتكميمِ الشفاهمَدَنِيّةُ التجّار.. أوْ سُوقُ الدّماءالسّارقونَ السّارقونَ.. القاتلونَ الغاصبونالمُجرمونَ الحَاكمونَ.. النّاعقونَ الكاذبونيُنافِقونَ وَيَبدلونَ.. وَيَرفعونَ وَيَخفضونهُمْ يَسْكرونَ بِدمِنا.. حَتى مَتى يَسْتهتِروندُوَلُ الدّمَاء.. بلا رجاءوالظلمُ آخرُهُ فناء!هذا صَنيعُ الأرْدياءأشلاؤنا، أنقاضُنا.. هَذي شَهَادتُنا..أطفالُنا.. أحلامُنا.. هَذا بَيانُ الشهداءالحقّ لَنْ يَثنيهِ جُورُ الأرْدياء!*(2)(أيّوبُ الفلسطينيُّ..)الصبرُ يتعبُ من تصبّرِنا.. وَنَصْطَبرُوالحزنُ يتعبُ من تفجّعِنا.. وَنَنتظرُنبني يومَنا بالحلمِ والزيتونبالجبنةِ والطابونبأطفالٍ إلى المَدْرسةِ يَمْضُونولا ننسى.. بأنّ وراءَنا خطرُلصقَ حدودِنا خطرُوسطَ بلادِنا خطرُولا نيأسُ أو ننسى.. فَهَذا دأبُه القدَرُونحنُ جدّنا أيّوبُ.. لَمْ يُضْعِفْْهُ مَا مَكرواولا تراجعَ أو هَانداوى الصّبرَ بالايمانواجهَ لَوْعَةَ الفقدانأيّوبُ الذي قدْ هزمَ الشيطانحتى عادَ فيهِ الحقُّ يَزدَهِرُأيّوبُ الفلسطينيُّ.. منهُ تعلّمَ البشرُأيّوبُ الذي منّاأيّوبُ الذي فيناأيّوبُ الذي ما هَانَ أو هُـنّاونحنُ اليومَ رغمَ الغدرِ نَنْتَصِرُوَسَوفَ نعُودُ لِلْقدسِ.. وَنَنْتشرُسَتحْضُننا مَنَازلُنا.. وَيُخزي اللهُ مَنْ مكروا!.*(3)(هنا نحنُ..)هُنا جئنا إلى الدّنيا.. هُنا دمُناهُنا التاريخُ سَجَّلَنا.. وَالتاريخُ عَلّمَناهُنا أجدادُنا ولدوا.. هُنا شَادُوا.. وَنَحنُ هُنا!هُنا التوراةُ تشهدُ أننا كنّا.. وَمَا زلناوَمَا زَالَ الذي معَنا..هوَ الأقوَى!هُنا كنّا.. هُنا نَبقى..هُنا زيتونُنا وكُرُومُنا، وَمَسيحُنا الأنقى!هُنا شهداؤنا وَبُيوتُنا، وَمَدائنٌ للآنَ لا تحصى..هُنا وَطَني، هُنا الفردوسُ وَالمَنفىوقبرُ أبي عَلى الرّبوةوَمَدرسَةٌ غدَتْ مَقبرةً تخنقُها النشوة!هُنا أبكي.. هُنا أضحَكُ.. هُنا أهوىهُنا أشجارُنا أقوى من النسيانهُنا أحجارُنا تنطقُ كالانسانهُنا ولدَ المسيحُ.. هُنا ارتفعَ إلى الديّان!هُنا سيعودُ بالسّلطان..ونحنُ هُنا!!...
*
لندن في الخامس والعشرين من يوليو 2014