"جنين الصّامدة الصابرة"
في ضوء الاقتحامات اليومية للمدن والقرى الفلسطينية من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي وفي ظل اتفاق التهدئة من أجل تحريك عملية السلام ، ودوران عجلة خارطة الطريق المعطلة فإننا مازلنا نسمع ونشاهد يومياً الخروقات الإسرائيلية المتكررة لاتفاق التهدئة على سمع وبصر العالم وبغطاء مطبق من الصمت الدولي المريب والذي يستغرق نوماً عميقا ويصحو على ضربة حجر من طفل فلسطيني لدبابة إسرائيلية دفاعاً عن النفس والحق والوجود، ويكيل الاتهامات والإدانات لهذا الطفل المقهور، ودعما منا للأهل والأحباب في فلسطين فإنني أهدي هذه القصيدة إلى مدننا وقرانا الفلسطينية في جميع أرجاء الوطن وما جنين إلا حالة ومثال لكل المدن والقرى الفلسطينية جنين التي أقترنت في الذاكرة الفلسطينية بأروع قصة للصمود والتصدي وللمقاومة الأسطورية وذلك في "ملحمة مخيم جنين" كأعظم درس ومثال للمقاومة الباسلة للشعوب المقهورة بالاحتلال على مر التاريخ والأزمان .
فتحية إلى كل المدن والقرى الفلسطينية وتحية إجلال واكبار إلى هذا الشعب العظيم ، الاستاذ في علم المقاومة وأساليبها ونقول لهم ("إصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا") والله معكم والنصر حليفكم إن شاء الله .
قَامتْ جنينُ تَوَضَّأتْ فاستَقـْبَلَتْنَوَتِ الصلاةَ وأمْعَنَتْ تَطْويلاصَلَّتْ جنينُ فسـلَّمتْ واستَغْفَرَتْدَعَتِ الدُّعـاءَ تَبَتَّلَتْ تبتيلاقَرَأتْ من القرآن ثم تَفَقَّـدَتْنَوْمَ الصِّغارِ فَأمْطَـرَت تقْبيلاغُرَفُ الكبارِ خَلَتْ فَأينَ محـمَّدٌ؟*** نالَ الشـهادةَ في الجِـنانِ نزيلاوخليلُ شَقَّ الليلَ في ريعـانِهِليقـاوِمَ الطُّـغيانَ والتذليلاوعليُّ يقبَعُ في السُّجونِ مُقَــيَّداًويقـاوِمُ التعْـذيبَ والتنكيلاوصـلاحُ مَنْفِيٌ بِغَزَّةَ صـابرٌيأبى التَّنازلَ لن يكـونَ عميلاومنيرُ يعْـملُ في الخليجِ مُكافِحاً*** عانى الفراق صبابةً ونُحـولاوجمالُ يحتضِنُ السِّلاحَ مُرابطـاًفي أرضِ يعْربَ صامِداً ومُطيلاوزيادُ يدرسُ في الأقاصي عازماًنَيْلَ العُـلومِ فما سِـواهُ سَبيلاوأبو العِـيالِ مُرابِطٌ في حَــقْلِهِ*** ليقـاومَ التَّجْريفَ والتَّرحـيلاشَـدَّتْ على جُـرْحٍ تقادَمَ نَزْفُهُدَعَـتِ الإلهَ بأن يكـونَ كفيلاكَظَمَتْ جنينُ الغيْظَ ثم تَضَرَّعـتْصَـمَتَتْ جـنينُ وأَمْعَنَتْ تحليلاقَنِعَتْ جنينُ وَرَوَّضَـتْ أفكـارَهالِتَزيدَ عِشـقاً للحـياةِ فضيلارَدَّتْ جنينُ بعقْـلِها واستذْكَرَتْأهـلُ الرَّباطِ فلا نُريدُ بديلاآوَتْ جنينُ إلى الفـراشِ قريرةًنامَتْ جـنينُ فَأَعْـقَلَتْ توكـيلاوصَحَتْ جنينُ على هَـديرٍ مفزِعٍ*** شقَّ الظـلامَ مُدَوِّياً وثَقـيلاهَرَعَتْ جنينُ إلى الصِّـغارِ بلَهفَةٍلتقي الصِّـغارَ مخـافةً وعويلاعَجِبَتْ جنينُ فلا تُصَـدِّقُ ما ترىأبْدى الصِّـغارُ رُجولةً وصليلا!فَحُسامُ فاضَ إلى الفِناء مُهَرْوِلاًنحـوَ الحجارةِ للنِّزالِ سَـبيلاونبيلُ يجتازُ الحـواجزَ مُسْرِعاًنحـو الخُطوبِ مُعـانداً ونَحيلاًهَجَمَ العـدوُّ بجيْشِـهِ وعتادِهِنحــو المُخَــيَّمِ يبتَغي التّقتيلابالطـائراتِ وبالدروعِ مُدَجَّجاًفالقََصْـفُ والتَّدميرُ كان مُطيلاقَصَفَ المسـاكنَ والمرافِقَ حاقِداًعشـرينَ يوماً بل تزيدُ قــليلاًصَـمَدَ المُخَيَّمُ واسـتحالَ دُخولُهُزاد العــدوُّ شــراسةًً وغَليلاجَلَبَ القـيادةَ واســتزادَ مؤونةًًصـاحَ الجــنودُ مَنِيَّةً وعويلاردَّ الأشــاوِسُ في تَحَــدٍّ نادِرٍنبغي الشـهادةَ لا نـريدُ بديلاصَـمَدَ الأشـاوِسُ في ثَباتٍ مُبْهِرٍكـان العَـتادُ مُصَنَّعاً وقليلاًنَفَذَتْ ذخـيرتهمْ وكان قـرارُهمبالصَّدْرِ نَهْجِمُ لا نَخـافُ ذَليلاظـنَّ العـدوُّ بأنهم قد سَّـلموافإذا الصُّـدورُ تُذيقُـهُ التَّقـتيلاوقضى الأشـاوِسُ مُهْطعينَ لِرَبِّهِمنحـو الجِـنانِ فَخَصَّهم تفضيلادَخَـلَ العـدوُّ إلى المُخَيَّمِ مُنْهَكاًذاقَ المَرارَ مُعَـلْقَماً وثقـيلاألْقَتْ جـنينُ برأسِها في حُرْقَةٍفــوق الأريكةِ إذْ ترى التَّمثيلافَخَـليلُ لَحِـقَ محمداً نحو العُلاوحُسـامُ يَرْقُدُ في الفراشِ عَليلاعـادتْ جنينُ لرُشدها واسْتَحْضَرَتْأهـلُ الرباطِ ولا نُريـدُ بديلالَمَّتْ جـنينُ جـراحَها في عِزَّةٍلِتَزيدَ حُـبّاً للحـياةِ نبـيلاقَـرَأتْ من القرآنِ في جَوْفِ الدُّجىقَـرَأت جـنينُ وأمْعـَنَتْ ترتيلاصَـلَّتْ جنينُ قيامَ ليلٍ قد طـوىألمَ الجـريمةِ لا تُحِـبُّ عَويلاعاشـتْ جنينُ عصـيّةً لا تنحـنيصَـبَرَتْ فصارت للصُّمودِ مثيلاكَبُرَتْ جنينُ على الجـراحِ ونَزْفِـهاشُفِيَتْ جـنينُ ونالتْ التَّبجـيلا