حوارات اللحظة الحرجة

صدر في دمشق مؤخراً كتاب مهم للكاتب السيد نعيم صالح إبراهيم والسيدة باسمة محمد حامد تحت عنوان – حوارات اللحظة الحرجة – وقد جـاء الكتاب ضمـن ( 79 ) صفحة من القطع الكبير .. الكتاب عبارة عن آراء مختلفة لعدد من المثقفين والكتاب والمفكرين العرب، قام معدا الكتاب بجمع آرائهم ومواقفهم بشأن بعض القضايا المثارة ثقافياً وعربياً، حيث شكل هذا الكتاب إسهاماً جاداً وحقيقياً في تعميق الحوار بين المثقفين العرب من جهة والقارئ من جهة أخرى.

فعن دار الرائي للدراسات والترجمة والنشر جاء هذا المؤلَّف ليعطي القارئ العربي مساحة من الإطلاع الثري على آراء ثلة من مفكري وباحثي الأمة، وقد قدم للكتاب الدكتور جورج جبور الذي أكد أنه – يشكل إسهاماً قيماً في إضاءة مواضيع تشغل جانباً كبيراً من اهتماماتنا الفكرية -.

والحقيقة فإن مساهمة العديد من أهل الثقافة والفكر ضمن دفتي الكتاب جعل منه مرجعاً متميزاً لتميز الأسماء المشاركة فيه، نذكر منهم: د. أحمد برقاوي، د. إلياس نجمة، د. ثائر الدوري، الفنان جمال سليمان، الشيخ الدكتور جــودت سعيـد، د. خلف الجـراد، د. رياض عصمت، د. سهيل زكار، د. طلال ناجي، د. عبد النبي اصطي، د. موفق دعبول، الروائي وليد إخلاصي د. علي عقلة عرسان وآخرين.

فمن الاستشراق إلى الإعلام وثورة التكنولوجيا، إلى الحداثة وما بعدها، إلى حوار الحضارات، إلى الكثير من المسائل الثقافية الفكرية السياسية التي يعج فيها وبها هذا الكتاب.. لقد استطاع هذا العمل أن يعالج ويقف على العديد من القضايا التي تشكل حالات إلحاحية في الفكر العربي.. منها الخطاب الإعلامي الموجه للشباب العربي، وأزمة الهوية، والمرأة في الإعلام، وكذلك فقد حاول الإجابة عن الكثير من الأسئلة المطروحة الآن منها العولمة وهل هي حتمية، خاصة وأنها تقدم على أنها النتيجة الطبيعية للتطور التكنولوجي ولنهاية العالم.. وبالتالي هل يؤدي ذلك إلى رؤية دوغمائية للمستقبل يرتبط بصراع الحضارات؟

الكتاب حاول أن يهتم بالفئات المهمشة من الشباب، وكذلك التواصل المعرفي ثم تشجيع ومأسسة الإبداع.

والواقع فإن الباحثين نعيم إبراهيم وباسمة حامد حاولا جادين أن يشتغلا على حوارات اللحظة الحرجة التي أنتجاها بشكل جديد ومختلف، بدلالة الجهد الكبير الذي بذلاه على هذا الطريق ليكون بين أيدينا هذا الكتاب الذي يستحق القراءة.