عبر كتاب في الكويت نهضة حديثة
صدر في دمشق مؤخراً كتاب مهم للباحث الدكتـــــور جميل الحمـــو تحت عنوان (الكويت نهضة حديثة وقيادة حكيمة).. وقد جاء الكتاب ضمن /248/ صفحة من القطع الكبير .. الكتاب محاولة للإمساك بماهية الوضع السياسي في الكويت من منظار خاص، كما أنه غوص متمكن فيما أسماه الكاتب (نهضة حديثة في الكويت) وقد قدم للكتاب الدكتور عيسى درويش وهو سفير سوري سابق لدى الكويت وعضو اتحاد الكتاب العرب حيث يقول: "المؤلف لا يغفل دور القادة في التاريخ الذين يتركون بصماتهم التاريخية إلى المراحل التي جاؤوا بها ومن هؤلاء القادة سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح" وينطلق الكاتب الدكتور جميل من بدايات العمل الوطني في الكويت ليقول "يشير علم الاجتماع السياسي في أبحاثه الأخيرة إلى أن الفعل عبر التاريخ في بلدٍ معين، يتجلى في صورته الواضحة بممارسة السياسة المدنية الحديثة، حيث تغدو الدولة تبعاً لذلك دولة للكل الاجتماعي، أو بالأحرى دولة لكل مواطنيها في المجتمع المعني" .
ويشير الدكتور جميل إلى أنه "من المعروف في كل الحضارات وخاصةً منها الحضارات المعاصرة، أنه لايمكن لنهضة ما أن تقوم، إلا بعد أن يتقدمها ويواكبها فكر واضح وتوجهات ثقافية بارزة، وإرادة حرة تعمل على تمثل ذلك الفكر وتعميق تلك الثقافة، وتطبيق محاورها العلمية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية في الواقع الحياتي .. ولا ريب أن الإرادة الوطنية للشعب الكويتي الشقيق قبيل استقلال البلاد وفي أعقابه، قد تبلورت اتجاهاتها النهضوية في مختلف الميادين، وأبرزها الاتجاه الثقافي والإعلامي الذي حظي من قبل الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح برعاية خاصة وعمل دؤوب".
يحاول الكتاب دراسة الدولة وسيادة القانون في الكويت، عبر حديثه كما أسماه "بالدولة الوطنية الديمقراطية والتحولات الأخيرة" فيقول (لاريب أن للتجارب الديمقراطية في العالم تاريخها وميزاتها، ولكن المهم في المحصلة أن يتمسك الشعب في هذه الدولة أو تلك بتجربته وأن يعمل على تطويرها وفقاً لإمكانياته ورؤيته الخاصة به).
ويختم الكتاب فصوله بالحديث عن المجتمع المدني في الكويت فيقول: "لقد تطورت التجربة الديمقراطية في الكويت في السنوات الأخيرة تطوراً ملحوظاً وهي لاشك تجربة في نظام الحكم متميزة ومختلفة عن غيرها من التجارب السائدة في منطقة الخليج العربي، وفي معظم دول الوطن العربي .. نظراً لأن الاحتكام للدستور والقانون هو الفيصل في نظام الحكم في الكويت.
ويبدو أن الكتاب كان وما يزال مقدمة أولية مهمة ومتميزة استطاع من خلالها الباحث أن يلامس المعطى العلمي الآني، وعبر نظرة تاريخية قادرة وقديرة، ليترك بين أيدي القارئ كتاباً ذو أهمية يضاف إلى المكتبة العربية ويثريها بأبحاثه وفصوله المهمة والمفيدة.