الثلاثاء ٢٣ كانون الثاني (يناير) ٢٠٢٤
بقلم خديجة جعفر

خراب المدن

أخافُ المَرتَفَعاتِ
وأخافُ الأعيُنَ أكثَرَ
تِلكَ التي
تُوَثِّقُ مِن خَرابِ المُدُنِ
تَفاصيلَ الأسى
فَيُربِكُها في النَّظَرِ حُزنُها
أخافُ الحُروبَ
لا أقرأُ مِن فُنونِها الكَثيرَ
ولا أقرُبُ
مِن مَوتِ الوُجوهِ
يَباسُها
هو مَوتٌ لا أفهَمُهُ
أفَضِّلُ عَنها مَوتًا مُكتَمِلًا
ذاكَ الذي تَقرِّرُ الآلِهَةُ
يَهبِطُ على الرُّؤوسِ
يُذيبُها
فَتَنتَهي
تَترُكُ لاختِفائِها
فُسَحاتٍ مِن فَراغٍ
إنَّما لِلحُروبِ مَوتٌ آخَرُ
مَوتٌ أَضاعَ مَقابِرَهُ
فَسَكَنَ في الأثَرِ عَينَيكِ..
كُنتُ سأقولُ أُحِبُّكِ
فَسَبَقَنا المَوتُ إلى ظِلِّ شَجَرَتِنا
وذاكَ الدُّخانُ
شَوَّهَ اللَّونَ مِن ألَقِ الحُضورِ..
مِن تَيهِ مُفتَرَقاتِ حينِنا
كُنتُ لأسرِقُ لَكِ
مِن تَهالُكِ الزَّمَنِ دَقيقَةً
أُودِعُها لاسِتِثناءاتِ الأبَدِ
ما تَتَّسِعُ مِن حُروفِ حُبِّكِ
لَكِنَّ الضَّجيجَ
يَحتَلُّ الدَّقائِقَ
وَيَملأُ الفَراغَ بِاختِباءِ الأغنِياتِ..
لا تَسَلْ
فَفي الحَربِ تَذوبُ الأسئِلَةُ
تُسَيَّلُ في سَواقي
مِن عَجزٍ وَبَترٍ وَتَيهٍ
تَذوبُ الأسئِلَةُ
في نَهَمِ اللافَهمِ
مِن بُكاءِ الأطفالِ
وَحدَهُ الصَّدى
مِن "بِالأمسِ كانوا هُنا"
كَتِفُ الدَّلالَةِ
لأرصِفَةِ الشَّوارِعِ المُغادِرَةِ..
مِن مَخابِئِ لَعِبِنا
كُنتُ لأستَبيحَ زاوِيةَ فيءٍ
تَصلُحُ لِتَجارِبِ القُبَلِ
لَكِنَّ الحَربَ تَقتَلِعُ العُيونَ
تَستَبدِلُها في النَّظَرِ
بِعَلاماتِ استِفهامٍ
تَحتَلُّ الوُجوهَ الصَّفرَ
فَتَضيعُ مِنَّا الزَّوايا
وَتَضيعُ مِنِّي غَرَقًا
في حُزنِ عَينَيكِ..


أي رسالة أو تعليق؟

مراقبة استباقية

هذا المنتدى مراقب استباقياً: لن تظهر مشاركتك إلا بعد التصديق عليها من قبل أحد المدراء.

من أنت؟
مشاركتك

لإنشاء فقرات يكفي ترك سطور فارغة.

الأعلى