مشهد....
غَادَرَنَا الزَمَنُ
مُذْ سُرِقَتْ عُطُورُ مَنَازِلِنَا
وَأَقْنَعَ الجَائِعُونَ حَنَاجِرَهُمْ
بِسُقُوطِ الرَغْبَةِ لِلْمَوَائِدِ
فَنٌّ
قَدّْ باتَ الآنَ مُكتَسَب..
نَامَتْ دَجَاجَاتُ الحَيِّ آمِنَةً
وَسُطُوحُنَا الخَائِفَةُ
تَقَطَّعَتْ حُبَالُ غَسِيلِهَا
فَعَرِينَا
وَلَمْ يَكُنْ لَنَا مِنَ الفَقْرِ أُمٌّ وَلَا أَبْ
مَنْ أَسْكَتَ الصَّرَاخَ مِنْ شِجَارِ نِسَائِنَا؟
مَنْ سَرَقَ صَوْتَ الأُمِّ آيذَانَا
بِمَوْعِدِ اسْتِحْمَامِ ابْنٍ لَا يَتَرَتَّبُ؟
مَنْ بَدَّلَ مَلَامِحَ الغَيْظِ سَمَاحَةً
وَأَحَالَ خِصَامَ الْمُتَشَاجِرِينَ حُبّ ؟
مَنْ مَلَأَ الدَّقَائِقَ بِالانْتِظَارِ
حُقَب؟
حَقَائِبُ الْمَدْرَسَةِ
نَسِيَتْ ألوَان دَفَاتِرَهَا
أَلْبَسَتْهَا ألوَانٌ مِنْ لَهَبِ الحَطَبِ
قَامَاتُ أَطْفَالِ الحَيِّ مُحَنِيَّةٌ
تَعِيدُ تَرْتِيبَ النَّوْمِ
مِنْ تَمَدَّدٍ مُرَتَقِب..
فِي النَّظَرِ فَجِيعَةُ أَعْيُنٍ
مُذْ بَاتَ الصَّمْتُ دَهْشَةَ آنٍ يَنسَكِب..
مَنْ أَلْبَسَ العُرِي ثَوْبَ الغُبَارِ؟
ضِيقُ الشَوَارِعٍ لا يَتَسَعُ
وَالرَّاكِضُونَ أَطْيَافٌ
تَدُورُ سَبْعٌ حَوْلَ النُّصُب..
مَنْ أَيْقَظَ العُصَافِيرَ مِنْ فَجْرِ الدَّوَائِرِ
وَالانْحِنَاءُ بِالْمَدِّ يَغْتَصِب؟
خَاصَمَتِ الحَدِيثَ اللُّغَاتُ
خُيُوطُ الصَّمْتِ خِيَانَاتُ
أَيْنَ تَغَادِرُنَا الكَلِمَاتُ؟
وَأَعْيُنُنَا الذَّابِلَةُ غُرْبَةٌ
لَا تَسَعُ عَرْضَ الْمَشهَدِ المُرتَكَب...