دعوني أرش على الموت سُكّر
دعوني أرشُ على الموتِ سُكّر
وأكتبُ فينا وعنّا أُخبّر
أُلّمعُ وجهَ الحقيقةِ حتى
يصيرَ الظلامُ صباحاً ويُسفر
سأكتب أن الأمانةَ ضاعت
وماتتْ، وأن الفسادَ مُسيطر
وأن اللصوصَ غدَوا بالمطايا
وشالوا، وحطوا ثميناُ مُقدّر
وباعوا البلادَ بسعرٍ زهيدٍ
لأجربِ كلبٍ إذا كان موسر
لصوصُ التجارة قد أرهقونا
ولا من رقيبٍ عليهم يُسيطر
لصوصُ السياسة قد عَرَضونا
بسوقِ العبيدِ لمَن " يُعطي " أكثر
لصوصُ اقتصادٍ وقد "شلّحونا "
وباعوا الثيابَ فهيهات نُستَر
وصالوا وجالوا ومدوا الرشاوى
فزادَ الحسابُ وفاقَ التصور
فهذيْ الحسابات ليستْ بحقٍ
وهذا الفسادُ عميقاً تجذّر
وهذا الوباء الذي فيه نحيا،
ولن نتعافى إذا ليس يُبتر
تطور كلُ الوجودِ ونحن،
نهرولُ لكنْ، بعكسِ التطور
بلادي وتحتاجُ عزمَ الرِجالِ
لتنمو المدائن فيها وتكبُر
ولسنا نُطالبُ إلا بعدلٍ
يُحقُ الحقوقَ، ولا شيءَ أكثرْ
يُحاسِبُ فينا المسيءَ عسيراً
ويجزي الأمينَ الذي ليس "يهبُر "
لوجه الكريمِ يُدافعُ عنّا
ويُنهي حكايةَ لصٍ وعسكرْ
ويعرفُ أن المواجعَ فينا
وأنَّ الدواء ليُشفي، يُمرمرْ
وأن الكسورَ إذا لم تداوى
ستبقى كسوراً وهيهاتْ تُجبرْ
بذلك تسمو البلادُ عُلّواً
وتمضي إلى المجدِ لا تتعثر
وتغدوا سلاماً سخاءً رخاءً
ترشُ على الموتِ لوزاً وسُكّر.